السادس : أن تقع في أوّل الجملة المضاف إليها ما يختصّ بالجمل وإذ وإذا وحيث ، نحو : جلست إذ أو حيث إنّ زيدا جالس.
السابع : أن تقع قبل اللام المعلّقة ، نحو : (وَاللهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنافِقِينَ لَكاذِبُونَ) [المنافقون / ١].
الثامن : أن تقع جوابا للقسم ، نحو : (وَالْكِتابِ الْمُبِينِ إِنَّا أَنْزَلْناهُ) [الدخان / ٣ و ٢].
التاسع : أن تقع خبرا من اسم عين نحو : زيد إنّه فاضل.
تنبيهات : الأوّل : قال الدمامينيّ في المنهل : قد يجب الفتح مع الحكاية بالقول ، نحو :
قال زيد أنّك فاضل أكرمتك ، ففتحتها لأنّها في أوّل المحكى مفتوحة لوقوعها بعد لام التعليل المحذوقة ، أي لأنّك فاضل أكرمتك.
فإن قلت : فالموجب إذن للفتح أنّما هو وقوعها بعد الجارّ لاكونها محكى ة بالقول.
قلت : الموجب للكسر في الواقعة بعد القول المقصود به الحكاية ، وقوعها في الابتداء نظرا إلى الكلام المحكى ، وقد عدّوا هذه (١) قسما برأسه ، فلنعدّ تلك (٢) أيضا [قسما برأسه] ولا فرق ، فتامّله.
فتح همزة أنّ بعد حيث والكلام على ذلك : الثاني : قال ابن هشام : قد أولع الفقهاء وغيرهم بفتح أنّ بعد حيث ، وهو لحن فاحش ، فإنّها لا تضاف إلا إلى الجملة ، وأنّ المفتوحة ومعمولاها في تأويل المفرد ، انتهى.
وقد أوجب جماعة ، منهم الرضيّ وصاحب اللباب والسّيّد ركن الدين فتحها نظرا لإصالة الإفراد في المضاف إليه ، وأجاز بعضهم الفتح والكسر نظرا إلى كلا الوجهين. وفي شرح التسهيل للدمامينيّ ، الفتح صحيح ، لأنّ حيث تضاف إلى الجملة وإلى المفرد كقوله [من الطويل] :
١٥٩ ـ ونطعنهم تحت الكلى بعد ضربهم |
|
ببيض المواضي حيث ليّ العوائم (٣) |
بجرّ ليّ ، فيجوز إذن في أنّ الواقعة بعدها الوجهان. فإن قلت : إضافة حيث إلى المفرد نادر ، فلا يحمل عليه ، قلت : يجوز الفتح ، وإن قلنا : إنّها مضافة إلى الجملة بناء على أنّ أنّ ومعموليها بتأويل مصدر وقع في موضع مبتدأ محذوف الخبر على حدّ قوله [من الرجز] :
__________________
(١) سقط هذه في «ح».
(٢) سقط تلك في «س».
(٣) لم يسم قائل البيت ، اللغة : الكلى جمع الكلية. البيض : السيوف. ليّ مصدر بمعنى الشدّ والفتل. العوائم جمع عمامة.