لطيفة يسأل الناس عنها أهل الأدب : لطيفة : ممّا يسأل الناس عنه أهل الأدب قول الشاعر [من الكامل] :
١٦٩ ـ ومهفهف الأعطاف قلت له انتسب |
|
فأجاب ما قتل المحبّ حرام (١) |
فيقولون ما الّذي أجاب به؟ والجواب أنّه تميميّ لإهماله ما ، فاستغني بوقوع الاسمين بعد ما مرفوعين عن أن يصرّح بنسبه ويقول : أنا تميميّ.
رفع المبتدإ ونصب الخبر بلا النافية لغة أهل الحجاز دون غيره : تنبيهان : الأوّل : قال ابن هشام في شرح اللمحة : رفع المبتدأ ونصب الخبر بلاء النافية لغة أهل الحجاز على ما نصّ عليه الزمخشريّ وابن الحاجب والمطرزيّ وغيرهم ، وكثير يظنّ اتّفاق العرب على إعمالها ، ويختصّ الخلاف بما وليس كذلك ، وإذا اختلفوا في القويّ الشبه ، فكيف يجمعون على الضعيفة ، وإنّما ضعف شبه لا بليس ، لأنّ ليس لنفي الحال ، ولا لنفي المستقبل (٢) ، وقد حقّق هذا أنّهم لا يعملونها إلا في الشعر ، انتهى.
فأمّا ليس فقد عرفت حالها ممّا مرّ ، وأمّا ما فقال في المغني : إذا نفت المضارع تخلّص عند الجمهور للحال ، وردّ عليهم ابن مالك بنحو قوله تعالى : (قُلْ ما يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ) [يونس / ١٥] ، وأجيب بأنّ شرط كونه للحال انتفاء قرينة خلافه ، وأمّا لا فالمنقول عن سيبويه أنّ المضارع يتخلّص بها للاستقبال ونقله في المغني عن الأكثرين.
قال الدمامينيّ في شرح التسهيل ولم يزل الفضلاء يستشكلون قول سيبويه ، هذا مع قوله : إنّ المضارع المنفي بلا يقع حالا ، وقول غيره إنّ الجملة الحالية لا تصدّر بدليل استقبال. قال المراديّ في الجني : ومذهب الأخفش والمبرّد وابن مالك عدم لزوم ذلك ، وأنّها قد تكون للحال ، انتهى.
شروط إعمال ما ولا المشبّهتين بليس : الثاني : قضية إطلاق المصنّف أن لا تعمل في الشعر وغيره ، وعليه كثير من النحويين وخصّص بعضهم عملها بالشعر ، بل ظاهر عبارة الرضيّ أنّه رأي جميع النحاة ، وليس كذلك ولكون عمل هذين الحرفين على
__________________
(١) لم يسمّ قائله. اللغة : الواو : بمعنى ربّ ، المهفهف اسم مفعول بمعنى ضامر البطن دقيق الخصر ، الأعطاف (ج) العطف ، وهو من الانسان من لدن رأسه إلى وركه.
(٢) سقط لنفي المستقبل في «ح».