إن النافية والكلام على إعمالها : تتمّة : لم يتعرّض المصنّف لذكر إن النافية ، لأنّ إعمالها نادر ، كما ذهب إليه ابن مالك ، بل ذهب الفرّاء واكثر البصريّين إلى المنع وأجازه الكسائيّ وأكثر الكوفيّين وأبو بكر (١) وأبو على وأبو الفتح واختلف النقل عن سيبويه والمبرّد. فنقل السهيليّ الإجازة عن سيبويه والمنع عن المبرّد وعكس ذلك النحاس ونقل ابن مالك عنهما الاجازة.
وإعمالها لغة أهل العالية وهي ما فوق نجد إلى أرض تهامة وإلى ما وراء مكة ، ويعتبر فيها من الشروط ما اعتبر في ما إلا عدم زيادة إن ، فإنّها لا تزاد معها كلا نحو قول بعضهم : إن أحد خيرا من أحد إلا بالعافية ، وإن ذلك نافعك ولا ضارّك. وأنشد الكسائيّ [من المنسرح] :
١٨٦ ـ إن هو مستوليا على أحد |
|
إلا على أضعف المجانين (٢) |
وخرّج ابن جنيّ وغيره على ذلك قراءة وسعيد بن جبير (٣) إن الذين تدعون من دون الله عبادا أمثالكم [الأعراف / ١٩٤] بتخفيف إن وكسرها لالتقاء الساكنين ونصب عبادا على الخبريّة وأمثالكم على أنّه نعت لعباد والمعنى ليس الأصنام الّذين تدعون من دون الله عبادا أمثالكم في الاتصاف بالعقل ، فلو كانوا أمثالكم فعبدتموهم لكنتم بذلك مخطئين ضالين ، فكيف حالكم في عبادة من هو دونكم بعدم الحيوة والإدراك.
__________________
(١) هناك كثير من النحاة الكبار باسم أبي بكر مثل ابن الخياط ، ابن السراج ، ابن دريد.
(٢) لم يسم قائله اللغة : مستوليا : اسم الفاعل من استولي ، ومعناه كانت له الولاية على الشيء.
(٣) سعيد بن جبير الاسدي ، تابعيّ ، كان أعلمهم على الاطلاق ، قتله الحجّاج سنة ٩٥ ه. ق الأعلام للزركلي ، ٣ / ١٤٥.