لا النافية للجنس
ص : الرابع : لا النّافية للجنس ، وتعمل عمل إنّ ، بشرط عدم دخول جارّ عليها ، واسمها إن كان مضافا أو شبيها به نصب ، وإلا بني على ما ينصب به ، نحو : لا رجل ، ولا رجلين في الدّار ، ويشترط تنكيره ومباشرته لها ، فان عرّف او فصّل أهملت وكرّرت ، نحو : لا زيد في الدّار ولا عمرو ، ولا في الدّار رجل ولا امرأة.
تبصرة : ولك في نحو : ولا حول ولا قوّة إلا بالله ، خمسة أوجه : الأوّل : فتحهما على الأصل ، الثاني : رفعهما على الابتداء ، أو على الإعمال ، كليس ، الثالث : فتح الأوّل ورفع الثاني بالعطف على المحلّ ، أو بإعمال الثانية ، كليس ، الرّابع : عكس الثالث على إعمال الأولى كليس ، أو إلغائها ، الخامس : فتح الأوّل ونصب الثاني بالعطف على لفظه ، لمشابهة الفتح النّصب.
ش : النوع الرابع من أنواع النواسخ لا النافية للجنس ، أي جنس اسمها ، إن مفردا فمفرد ، أو مثنى فمثنى ، أو جمعا فجمعا ، ومعنى نفي الجنس في المثنّى والجمع نفي كلّ مثنى وكلّ جمع ، وخرج بالنافية لا الناهية ، فإنّها تختصّ بالمضارع ، والزائدة فلا تعمل شيئا ، وبقوله للجنس النافية للوحدة ، والمراد نصّا بقرينة المقام ، وذلك بحيث لا يشذّ عنه فرد من أفراده ، فخرجت النافية له احتمالا ، فإنّهما يعملان عمل ليس كما مرّ.
تنبيه : قال صاحب الفوائد الضيائية وغيره : هذه العبارة محمولة على تقدير مضاف ، أي نافية لصفة الجنس ، إذ لا رجل قائم مثلا لنفي القيام عن الرجل لا لنفي الرجل نفسه ، وتعقّبه عصام الدين في حاشيته فقال فيه : إنّ لا رجل بتقدير لا رجل موجود ، لنفي نفس الرّجل لا لنفي صفته ، والوجود وإن كان صفة لكن إذا نفي عن الشيء يقال : نفي الشيء ، ولا يقال نفي صفة الشيء ، إذ نفي الشيء ليس إلا نفي وجوده ، فنفي الصفة صار بمعنى نفي غير الوجود ، فلا كما تكون لنفي صفة الجنس تكون لنفي الجنس ، فلو حمل قولهم لا لنفي الجنس على نفي صفة الجنس لم تتمّ التسمية فيما هو لنفي الوجود ، ولو حمل على نفي الجنس لم تتمّ فيما هو لنفي صفة الجنس (١) فلا بدّ في التسمية من ملاحظة بعض الأفراد ، وحينئذ يصحّ حمل العبارة على ظاهرها ، فلا حاجة إلى صرفها عنه ، انتهى.
وقال في شرح الكافية : سمّيت بذلك لأنّها للنفي عن الجنس ، فالاضافة لأدني ملابسة ، والنفي عن الجنس يعمّ نفي الوجود ونفي الصفة ، انتهى.
__________________
(١) سقطت «لم تتمّ فيما هو لنفي صفة الجنس» في «س».