أحد أولاد سبأ أقام بهذا القطر برهة ، فنسب إليه ، والحارثيّ نسبة إلى أبى زهير الحارث بن عبد الله الأعور الهمدانيّ ، لكون نسب المصنّف ينتهي إليه ، كان من أصحاب أمير المؤمنين علي (ع).
قال ابن أبى داود (١) كان من أفقه الناس وأفرضهم ، تعلّم الفرائض من علي (ع) ، مات سنة خمس وستين من الهجرة ، والهمدانيّ نسبة إلى همدان ، بسكون الميم ، قبيلة من اليمن ، ومن تصانيفه : التفسير المسمّى بالعروة الوثقى ، والتفسير المسمّى بعين الحياة والحبل المتين ومشرق الشمسين وشرح الاربعين والجامع العباسي الفارسي ومفتاح الفلاح والزبدة فى الأصول والرسالة الهلالية والأثنى عشريات الخمس ، وأجودهنّ الصلاتية ، ثمّ الصّومية وخلاصة الحساب والمخلاة والكشكول وتشريح الأفلاك والرسالة الأسطرلابية وحواشي الكشّاف وحاشيته على البيضاويّ وحاشيته على خلاصة الرجال ودراية الحديث والفوائد الصّمدية في علم العربية والتهذيب في النحو وحاشية الفقيه ، وله غير ذلك من الرسائل المختصرة ، والفوائد المحرّرة (ره) والله سبحانه أعلم ، وهذا أوان الشروع في المقصود واطلاع الشرح في أفق الوجود وسماء السعود (٢). إن شاء الله تعالى.
ص : بسم الله الرحمن الرحيم
أحسن كلمة يبتدأ بها الكلام ، وخير خبر يختتم به المرام ، حمدك اللهمّ على جزيل الإنعام والصّلاة والسّلام على سيّد الأنام محمّد وآله البررة الكرام ، سيّما ابن عمّه علي عليه السّلام ، الّذي نصبه علما للاسلام ، ورفعه لكسر الأصنام ، جازم أعناق النّواصب الّلئام ، وواضح علم النحو لحفظ الكلام.
الكلام على اسم الجلالة وكلمة التوحيد والرحمن الرحيم : ش : قال شيخنا ومولانا المصنّف : ـ روّح الله تعالى روحه ونوّر ضريحه ـ «بسم» الباء إمّا للإستعانة أو المصاحبة ، وقد ترجّح الأولى بإشعارها بكون ذكر الاسم الكريم عند ابتداء الفعل وسيلة إلى وقوعه على الوجه الأكمل الأتمّ ، حتّى كأنّه لا يتأتّى ولا يوجد بدون التبرّك بذكره والمصاحبة عرية عن ذلك الإشعار ، وأمّا متعلّق الباء فمقدّر خاصّ أو عامّ ، فعل أو
__________________
(١) أحمد بن داود بن جرير بن مالك الأيادي ، أحد القضاة المشهورين من المعتزلة ، ورأس فتنة القول بخلق القرآن. خير الدين الزركلي ، الأعلام ، ج ١ ، الطبعة الثالثة ، ١٩٦٩ م ، ص ١٢٠.
(٢) هذه الفقرة سقطت في «س».