ونظير الخامسة قوله [من البسيط] :
٢٢٩ ـ ما المرء ينفع إلا ربّه فعلا ... |
|
م يستمال لغير الله آمال (١) |
وعتر بالعين المهملة وسكون النون ثمّ زاء معجمة في البيت الثالث اسم امراة من طسم (٢) ، سبيت ، فحملوها في هودج ، وألطفوها بالقول والفعل ، فقالت : هذا شرّ يومي ، أي حين صرت أكرم للسباء. شرّ منصوب على الظرفية بركبت ، أي ركبت في شرّ يوميها ، والحدج بكسر الحاء المهملة وسكون الدّال المهملة ثمّ جيم ، مركب للنساء كالمحفّة (٣). فإن قلت : المقدّم في المسألة مفعول به ، وهذا ظرف زمان ، فهما مفترقان.
قلت : المسألة مفروصة في أعمّ من المفعول به ، لأنّ التقديم ليس مختصّا به كما تقدّم.
ناصب المفعول به والكلام على إضماره : الثاني : الناصب للمفعول به إمّا فعل متعدّ ، نحو : (وَوَرِثَ سُلَيْمانُ داوُدَ) [النمل / ١٦] ، أو اسم فاعل ، نحو : (إِنَّ اللهَ بالِغُ أَمْرِهِ) [الطلاق / ٣] ، أو اسم مفعول ، نحو : زيد معطي غلامه درهما ، أو اسم فعل ، نحو : (عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ) [المائدة / ١٠٥] ، أو مصدر : نحو : (وَلَوْ لا دَفْعُ اللهِ النَّاسَ) [البقرة / ٢٥١] ، وإمّا اسم التفضيل فلا ينصب المفعول به ، وإن كان متعديّا ، وكذا الصفة المشبهة ، لأنّها لا تشتقّ إلا من لازم.
والأصل كون الناصب مذكورا كما في هذه الأمثلة ، وقد يضمر جوازا ، إذا دلّ عليه دليل قالي أو حالي ، والأوّل كقوله تعالى : (قالُوا خَيْراً) [النحل / ٣٠] ، أي أنزل ربّنا خيرا ، بدليل : (ما ذا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ) [النحل / ٣٠] ، الثاني ، نحو : قولك لمن تأهّب لسفر : مكّة ، بإضمار أتريد؟ أو وجوبا ، وذلك فيما نصب على الاشتغال ، نحو : أزيدا ضربته ، أو على النداء ، نحو : نحن العرب أقري الناس للضيف ، بإضمار أخصّ ، أو على التحذير بإيّاك ، نحو : إيّاك والأسد ، أي إيّاك باعد واحذر الأسد ، أو بغيرها بشرط عطف أو تكرار ، نحو : رأسك والسيف ، أي باعد واحذر ، والأسد الأسد (٤) ، أو على الإغراء بشرط أحدهما ، نحو : المروة والنجاة. وقوله [من الطويل] :
٢٣٠ ـ أخاك أخاك إنّ من لا أخا له |
|
كساع إلى الهيجاء بغير سلاح (٥) |
بإضمار الزم.
__________________
(١) لم أجد البيت.
(٢) طسم : حيّ من عاد انقرضوا.
(٣) المحفّة : هودج لا قبّة له ، تركب فيه المرأة. (ج) محافّ.
(٤) سقط الأسد في «ح».
(٥) البيت لمسكين الدارمي أو لا ابراهيم بن هرمة الفرشي أو قيس بن عاصم. اللغة : الهيجاء : الحرب.