المفعول معه
ص : الرابع : المفعول معه : وهو المذكور بعد واو المعيّة لمصاحبة معمول عامله ، ولا يتقدّم على عامله نحو : سرت وزيدا ، ومالك وزيدا ، وجئت أنا وزيدا ، والعطف في الأولين قبيح ، وفي الأخير سائغ ، وفي نحو : ضربت زيدا وعمرا واجب.
ش : «الرابع» ممّا يرد منصوبا لا غير «المفعول معه» ، أي الّذي فعل بمصاحبته ، بأنّ يكون الفاعل مصاحبا له في صدور الفعل عنه ، أو المفعول في وقوع الفعل عليه ، فقوله : معه نائب الفاعل ، أسند إليه المفعول ، كما أسند إلى المجرور في المفعول به والمفعول له والمفعول فيه ، والضمير المجرور عائد على أل.
واعتذر عن نصبه بما جوّزه بعض النحاة من إسناد الفعل إلى اللازم (١) النصب وتركه منصوبا جريا على ما هو عليه في الأكثر ، وإليه ذهب بعضهم في قوله تعالى : (لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ) [الأنعام / ٩٤] ، على قراءة النصب ، وقيل : الوجه أن يجعل من قبيل : وقد حيل بين العير والنزوان (٢) ، فإنّ نائب الفاعل فيه ضمير راجع إلى مصدره ، أي حيل الحيلولة ، لأنّ بين للزوم الظرفيه لا تنوب عن الفاعل ، فعلى هذا يكون معناه الّذي فعل الفعل بمصاحبته (٣) على أن يكون نائب الفاعل ضميرا راجعا إلى مصدره ، والضمير المجرور عائد على الموصول كذا في الفوائد الضيائية وغيرها.
وقال بعض المحقّقين ، والظاهر أنّ ذلك كلّه باعتبار الأصل ، لأنّ المفعول معه في الاصطلاح اسم لهذا النوع كالحيوان الناطق علما للإنسان ، وسمّاه سيبويه بهذا وبالمفعول به على أنّ الباء بمعنى مع ، «وهو المذكور بعد واو المعيّة» ، أي الّتي بمعنى مع لمصاحبته معمول فعل الظرف لغو متعلّق بالمذكور ، أي الّذي ذكر بعد الواو لأجل المصاحبة ، سواء كان ذلك المعمول فاعلا ، نحو : استوي الماء والخشبة ، أو مفعولا نحو : كفاك وزيدا درهم ، وسواء كان الفعل ملفوظا به كالمثالين أو معنويّا ، نحو : مالك وزيدا ، أي ما تصنع.
فقوله : «المذكور» بمترلة الجنس ، وقوله «بعد واو المعيّة» مخرج لما ذكر بعد واو العطف نحو : جاء زيد وعمرو ، وقوله : «لمصاحبة معمول» فعل مخرج لنحو : كلّ رجل
__________________
(١) سقط «اللازم» في «ح».
(٢) العير : الحمار. التروان : السفاد. يضرب للرجل يعوقه عن مطلبه عائق. وهو لصخر بن عمرو بن الشريد ، ومن حديثه أنه طعن فمرض حولا حتى ملّه أهله ، فسمع امرأة تقول لامرأته سلمى : كيف بعلك؟ فقالت : لا حيّ فيرجى ولا ميّت فينعى ، قد لقينا منه الأمرين وقال لها : ناوليني السيف أنظر هل تقلّه يدي؟ فناولته فإذا هو لا يقلّه ، وروى أيضا أن أمّ صخر سئلت عنه فقالت : لا نزال بخير ما دام فينا. فقال [من الطويل] :
أهمّ بأمر الحزم لو استطيعه |
|
وقد حيل بين العير والتروان |
موسوعة أمثال العرب ، ٣ / ٦٠٠.
(٣) سقط بمصاحبته في «س».