وضيعته ، فلا يجوز نصب ضيعته خلافا للصيمريّ (١) ، فإنّه وإن كان مذكورا بعد واو المعيّة لكن لا لأجل مصاحبته معمول فعل.
قال الرضيّ : ونعني بالمصاحبة كونه مشاركا لذلك المعمول في ذلك الفعل في وقت واحد ، فزيدا في «سرت وزيدا» مشارك للمتكلّم في السير في وقت واحد أي وقع سيرهما معا ، وفي قولك : سرت أنا وزيد ، بالعطف مشارك في السير ، لكن لا يلزم السيرى ن في وقت واحد ، انتهى.
وأورد عليه في نحو : سر والطريق ، فإنّه من صور المفعول معه قطعا ، وليست الطريق مشاركة للمخاطب في السير المأمور به ، وقد صرّح به نجم الدين سعيد في شرح الحاجبيّة بأنّ المراد بالمصاحبة هنا المصاحبة (٢) المطلقة ، سواء لم يكن ثمّ تشريك في الحكم ، نحو : سر والطريق ، أو كان ثمّ تشريك ، لكن لا يكون مقصودا ، بل القصد إلى مطلق المصاحبة ، نحو : جئت وزيدا ، انتهى. والقول بالمشاركة هو اشتراط الأخفش ، ولم يشترطها غيره ، بل اعتبروا مطلق المصاحبة ، وهو الصحيح.
تنبيهات : الأوّل : قال بعض المحقّقين في نحو الحدّ المذكور : لعلّه لم يقل الاسم المذكور اختيارا لما ذهب إليه صدر الأفاضل (٣) تلميذ الزمخشريّ من أنّ المفعول معه يجئ جملة ، كما في قولك : جاء زيد والشمس طالعة تفاديا عمّا ارتكبوه من التأويل في هذا المثال حيث ادّعوا الحالية ، فإنّ ابن جنيّ قال : جاء زيد طالعة الشمس عند مجئيه ، فجعلها كالحال المفردة السببيّة كمررت بالدار قائما سكّانها. وقال ابن عمرون (٤) هي مؤوّلة بقولك : مبكّرة أو نحوه ، انتهى ، وسيأتي في ذلك مزيد كلام ، إن شاء الله تعالى.
عامل المفعول معه : الثاني : اختلف في عامل مفعول معه على خمسه أقوال :
أحدها : ما ذهب إليه الجمهور من أنّ العامل ما تقدّمه من فعل أو ممّا فيه معنى الفعل وحروفه ، وهو المصدر كعرفت استواء الماء والخشبة ، واسم الفاعل ك أنا سائر والنيل ، واسم المفعول ، نحو : الناقة متروكة وفصيلها ، ولا يضرّ فصل الواو بينهما كما لا تضرّ إلا في الاستثناء.
__________________
(١) عبد الله بن على بن إسحاق الصيمريّ النحويّ له التبصرة في النحو ، بغية الوعاة ٢ / ٤٩.
(٢) سقط هنا المصاحبة في «ط».
(٣) هو القاسم بن الحسين الخوارزمي فقيه حنفي عالم بالعربية. له ثلاثة شروح على المفّصل للزمخشريّ ، وشرح النموذج والأحاجي وهما للزمخشريّ أيضا ، وشرح سقط الزند للمعري. قتله التتار سنه ٦١٧ ه. المصدر السابق ٢ / ٢٥٢.
(٤) هو محمد بن محمد جمال الدين أبو عبد الله النحويّ ، روى عنه شرح المفصل ، مات سنة ٦٤٩ ه. المصدر السابق ١ / ٢٣١.