الحال
ص : السابع الحال ، وهي الصّفة المبيّنة للهيئة غير نعت ، ويشترط تنكيرها ، والأغلب كونها منتقلة مشتقّة مقارنة لعاملها ، وقد تكون ثابتة وجامدة ومقدّرة. والأصل تأخّرها عن صاحبها ، ويجب إن كان مجرورا ، ويمتنع إن كان نكرة محضة ، وهو قليل ، ويجب تقدّمها على العامل إن كان لها الصّدر ، نحو : كيف جاء زيد ، ولا تجيء عن المضاف إليه ، إلا إذا صحّ قيامه مقام المضاف ، نحو : (فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفاً.)
أو كان المضاف بعضه ، نحو : أعجبتني وجه هند راكبة ، أو كان عاملا في الحال ، نحو : أعجبني ذهابك مسرعا.
ش : «السّابع» ممّا يرد منصوبا لا غير «الحال» ، تذكّر وتؤنّث ، وهو الأفصح ، يقال : حال حسن وحال حسنة ، وقد يؤنّث لفظها ، فيقال : حالة ، قال [الطويل] :
٢٥٣ ـ على حالة لو أنّ في القوم حاتما |
|
على جوده لضنّ بالماء حاتم (١) |
وقال ابن هشام في شرح «بانت سعاد» : ولم يجعل الجوهريّ الحال والحالة بمعنى واحد ، بل جعلها من باب تمر وتمرة ، وهو غريب ، انتهى.
«وهي» لغة التغيير ، وسمّي به هذا النوع لتغييره غالبا ، واصطلاحا «الصفة المبيّنة للهيئة» حال كون الصفة «غير نعت» والهيئة وتكسر حال الشيء وكيفيّته ، كذا في القاموس ، والمراد به هنا الحالة أعمّ من أن تكون محقّقة أو مقدّرة ، وتسمّى الأولى حالا محقّقة ، والثانية حالا مقدّرة.
وهي أيضا أعمّ من أن تكون حال نفس صاحبها أو حال متعلّقه ، نحو : جاء زيد قائما أبوه ، لكنّه يشكل بجاء زيد والشمس طالعة ، إلا أن يقال : الجملة الحالية تتضمّن بيان هيئة لصاحبها ، أي مقارنا لطلوع الشمس ، وأيضا هي أعمّ من أن تدوم لصاحبها ، أو تكون كالدائم ، لكونه موصوفا بها غالبا ، وتسمّى دائمة بخلاف تلك ، ومن الأوّل المؤكّدة ، وأعمّ من أن تكون محقّقة أو مقدّرة ، فلا تشكل بنحو : (فَادْخُلُوها خالِدِينَ) [الزمر / ٧٣] ، فإنّ دخول الجنّة ليس في حال خلودهم ، بل حال تقدير الخلود بهم ، وتسمّى حالا مقدّرة ، قاله بعض المحقّقين.
وفي حاشية التسهيل (٢) لابن هشام ، المراد بالهيئة الصورة والحالة المحسوسة المشاهدة ،
__________________
(١) البيت للفرزدق يفتر بإيثاره بالماء غيره. اللغة : ضنّ به : بخل.
(٢) تسهيل الفوائد وتكميل المقاصد في النحو لابن مالك. ومن شراحه ابن هشام. كشف الظنون ١ / ٤٠٥.