الإضافة اللفظية : «فإن كانت» الاضافة «إضافة صفة» والمراد بها اسم الفاعل والمفعول والصفة المشبهة «إلى معمولها» ، أي معمول الصفة قبل الإضافة ، وإلا فكلّ إضافة المضاف إليه فيها معمول للمضاف حال الإضافة على الأصحّ ، ومعمولها إمّا مرفوع أو منصوب «فلفظيّة» نسبة إلى اللفظ لعود فائدتها من التخفيف إلى لفظ المضاف دون معناه ، أو لإفادتها صفة التخفيف لللفظ من غير جعلها معنى له ، قاله بعض المحقّقين.
وتسمّى غير محضة أيضا ومجازيّة ومنفصلة ، فكون الإضافة لفظيّة مبنيّ على كون الصفة عاملة إمّا رفعا أو نصبا ، لأنّها إذا كانت كذلك فالمجرور بها في الظاهر ليس مجرورا في الحقيقة ، والتنوين المحذوف في اللفظ مقدّر منويّ فتكون الإضافة كلا إضافة ، والصفة المشبهة أبدا جائزة العمل فإضافتها إلى ما هو فاعلها معنى بعد جعله في صورة المفعول لفظا كما سيأتي في بابها إن شاء الله تعالى لفظية أبدا.
وكذا عمل اسمي الفاعل والمفعول في مرفوع هو سببها جايز مطلقا نحو : زيد ضامر بطنه ومسوّد وجهه ومؤدّب خدّامه ، فإضافتها إلى ذلك السّييّ نحو : زيد ضامر البطن ومسوّد الوجه ومؤدّب الخدّام لفظيّة أبدا ، وكذا عملها في غير سببها كمررت برجل قائم في داره عمرو مضروب على بابه بكر ، لكن لا يضافان إلى مثل هذا المرفوع إذ لا ضمير فيه ، يصحّ انتقاله إلى الصفة وارتفاعه بها ، فيبقي بلا مرفوع في الظاهر ، وذلك لا يجوز لقوّة شبهها بالفعل.
وأمّا عمل اسم الفاعل في المفعول به واسم المفعول في المفعول الّذي لم يسمّ فاعله أو في المفعول المنصوب في باب أعطى أو عملها في غير المفعول به من المفعولات الأجنبيّة فمحتاج إلى شرط ، وهو الإعتماد ، وكونه بمعنى الحال أو الاستقبال كما سيأتي ، فإذا أضيفا والحالة هذه لذلك المعمول كزيد ضارب عمرا الآن أو غدا ، وزيد مضروب العبد أو معطي الدراهم ، فاضافتها لفظية ، لكن لا يضافان من مطلوباتهما إلا إلى الفاعل والمفعول به لشدّة طلبهما له ، ومثلهما في ذلك أبنية المبالغة. هذا ملخصّ ما قرّره الرضيّ.
«ولا تفيد» الإضافة اللفظيّة «إلا تحفيفا» لفظيّا فقط ، وذلك بحذف التنوين أو نوني المثنّى والجمع على حدّه ، وهو في اسمي الفاعل والمفعول المضافين إلى الأجنبيّ لا يكون إلا في المضاف ، وذلك بحذف التنوين أو النونين ، نحو : ضارب زيد ومعطي درهم وضاربا عمرو ومعطيا درهم وضاربو بكر ومعطو درهم ، وأما في المضافين إلى السييّ والصفة المشبهة فقد يكون في المتضايفين معا ، نحو : زيد قائم الغلام ومؤدّب الخدّام و