قال ابن هشام في المغني : ومن الداخلة على عن زائدة عند ابن مالك ولابتداء الغايه عند غيره ، قالوا : قعدت عن يمينه ، فالمعنى في جانب يمينه ، وذلك محتمل للملاصقة ولخلافها ، فإذا جئت بمن تعيّن كون القعود ملاصقا لأوّل الناحية ، انتهى.
ولا تجرّ عن في المشهور إلا بمن ، وقد تجرّ بعلى ، وهو نادر ، والمحفوظ بيت واحد وهو [من الطويل] :
٣٧٢ ـ على عن يميني مرّت الطّير سنّحا |
|
... (١) |
قال البدر الدمامينيّ في شرح التسهيل ولا أعرف من أنشده تماما ، ولا تتقيّد اسميّة عن وعلى بحالة دخول من عليها ، كما يغلط فيه كثير ، فإذا قلت : زيد على السطح ، وسرت عن البلد ، احتمل الاسميّة.
الثالث : إلى ، حكاه ابن عصفور في شرح أبيات الإيضاح عن ابن الأنباري فقال : إنّ إلى تستعمل اسما ، فيقال : انصرفت من إليك ، كما يقال : غدوت من عليه ، وهو غريب.
الرابع والخامس : مذ ومنذ فيكونان اسمين ، وذلك في موضعين :
أحدهما : أن يليهما اسم مرفوع ، نحو : ما رأيته مذ يومان ، أو منذ يوم الجمعة وفيهما حينئذ أقوال : أحدها أنّها مبتدءان ، وما بعدهما خبر عنها واجب التأخير إجراء للرفع مجرى الجرّ ، وهو مذهب المبرّد وابن السّرّاج والفارسيّ من البصريّين وطائفة من الكوفيّين ، واختاره ابن الحاجب ومعناهما الأمد ، إن كان الزمن حاضرا أو معدودا ، وأوّل المدّة إن كان ماضيا.
الثاني : أنّهما ظرفان مخبر بهما عمّا بعدهما ، وهو مذهب الأخفش والزّجاج والزّجاجي ، ومعناها «بين وبين» مضافين ، فمعنى ما لقيته مذ يومان بيني وبين لقائه يومان ، وقال في المغني : ولا خفاء بما فيه من التعسف.
الثالث : أنّهما ظرفان ، وما بعدهما فاعل لكان تامّة محذوفة ، والتقدير مذ كان يومان ، أو منذ كان يوم الجمعة ، وهذا مذهب جمهور الكوفيّين ، واختاره ابن مالك وابن مضاء والسهيليّ.
الرابع : أنّهما ظرفان ، وما بعدهما خبر لمبتدإ محذوف ، والتقدير من الزمان الّذي هو يومان ، بناء على أنّ منذ مركّبة من كلمتين : من وذو الطائية ، وهذا قول لبعض الكوفيّين.
الثاني أن يدخلا على الجملة فعلية كانت ، وهو الغالب ، كقوله [من الكامل] :
__________________
(١) تمامه «وكيف سنوح واليمين قطيع» ، لم يسمّ قائله. اللغة : السنح : من سنّح سنوحا فهو سانح والجمع سنّح. إذا مرّ الطير من مياسرك إلى ميامنك والعرب تتفاءل بذلك.