٣٧٣ ـ ما زال مذ عقدت يداه إزاره |
|
... (١) |
أو اسميّة كقوله [من الطويل] :
٣٧٤ ـ وما زلت أبغي المال مذ أنا يافع |
|
... (٢) |
وفيهما حينئذ قولان : أحدهما وهو المشهور ، أنّهما ظرفان مضافان ، فقيل : إلى الجملة ، وقيل إلى زمن مضاف إلى الجملة ، الثاني : أنّهما مبتدءان ، فيجب تقدير زمن مضاف إلى الجملة.
السادس : الكاف ، فيقع اسما مرادفا لمثل ، ولا يكون كذلك عند سيبويه والمحقّقين كما قال في المغني إلا في ضرورة الشعر كقوله [من الرجز] :
٣٧٥ ـ ... |
|
يضحكن عن كالبرد المنهمّ (٣) |
وقال كثير منهم الأخفش والفارسيّ : يجوز في الاختيار ، فجوّزوا في نحو : زيد كالأسد أن يكون الكاف في موضع رفع ، والاسد مخفوضا بالاضافة.
ويقع مثل هذا في كتب المعربين كثيرا. قال الزمخشريّ في قوله تعالى : (كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ) [آل عمران / ٤٩] إنّ الضمير فيه راجع إلى الكاف من كهيئة الطير ، أي فانفخ في ذلك الشيء المماثل ، فيصير كسائر الطيور انتهى.
ووقع مثل ذلك في كلام غيره ، ولو كان كما زعموا لسمع في الكلام مثل :
مررت بكالأسد.
ونقل في شرح «بانت سعاد» عن ابن مضاء أنّها اسم أبدا ، لأنّها بمعنى مثل وهو غريب ، وتتعيّن الحرفيّة حيث كانت زائدة خلافا لمن أجاز زيادة الأسماء وحيث وقعت هي ومخفوضها صلة ، كقوله [من الرجز] :
٣٧٦ ـ ما يرتجي وما يخاف جمعا |
|
فهو الّذي كاللّيث والغيث معا (٤) |
خلافا لابن مالك في إجارته أن يكون مضافا ومضافا إليه على إضمار المبتدأ كما في قراءة بعضهم (تَماماً عَلَى الَّذِي أَحْسَنَ) [الأنعام / ١٥٤] وهذا تخريج للفصيح على الشاذّ.
__________________
(١) تتمته «فسما فأدرك خمسة الأشبار» ، وهو للفرزدق يمدح بها يزيد بن المهلب. اللغة : الإزار : سروال ، سما : ارتفع وعلا ، الأشبار : جمع شبر : ما بين أعلى الإبهام وأعلى الخنصر.
(٢) تتمته : «وليدا وكهلا حين شبت وأمرادا» ، وهو للأعشى. اللغة : أبغي : أطلب ، إليافع : الغلام الّذي قارب الحلم أو راهق العشرين. الأمرد : من لا شعر في وجهه.
(٣) قبله «بيض ثلاث كنعاج جمّ» ، وهو للعجاج. اللغة : البيض : أراد به النساء ، النعاج : أراد به هنا بقر الوحش حيث شبه النساء بهنّ في العيون والأعناق ، الجمّ : بضم الجيم هي الّتي لا قرن لها ، وبفتح الجيم بمعنى الكثير ، البرد : حب الغمام ، المنهمّ : الذائب.
(٤) لم يسم قائله. اللغة : الغيث : المطر.