كانت اسم لا التبرئة ، فإذا قلت : أحبّ زيدا ولا سيّما راكبا أو على الفرس ، فهي بمعنى وخصوصا راكبا ، فراكبا حال من مفعول الفعل المقدّر ، أي : وأخصّه بزيادة المحبّة خصوصا راكبا ، وكذا في لا سيّما وإن ركب ، أي : خصوصا إن ركب ، خصّه بزيادة المحبّة وفي لا سيّما وهو راكب ، والواو للحال.
ومنع بعضهم من هذا التركيب وقال : إنّه غير عربيّ ، بل من كلام المولّدين ، وقد تخفّف الياء من لا سيّما كقوله [من البسيط] :
٤٠٣ ـ فه بالعقود وبالأيمان لا سيّما |
|
عقد وفاء به من أعظم القرب (١) |
وهل المحذوف الياء الأولى ، وهي العين ، أو الثانية ، وهي اللام؟ خلاف اختار ابن الجنيّ الثاني ، وأبو حيّان الأوّل ، وقد يقال : لا سواء ما مقام لا سيّما.
باب الاشتغال
ص : الثاني : المشتغل عنه العامل ، إذا اشتغل عامل عن اسم مقدّم بنصب ضميره أو متعلّقه كان لذلك الاسم خمس حالات :
* فيجب نصبه بعامل مقدّر ، يفسّره المشتغل إذا تلي ما لا يتلوه إلا فعل كأداة التخصيض ، نحو : هلّا زيدا أكرمته ، وكأداة الشرط ، نحو : إذا زيدا لقيته فأكرمه.
* ورفعه بالابتداء إذا تلي ما لا يتلوه إلا اسم : كإذا الفجائيّة ، نحو : خرجت فإذا زيد يضربه عمرو ، أو فصّل بينه وبين المشتغل ما له الصدر ، نحو : زيد هل رأيته.
* ويترجّح نصبه إذا تلي مظأنّ الفعل ، نحو : أزيدا ضربته ، أو حصل بنصبه تناسب الجملتين في العطف ، نحو : قام زيد وعمرا أكرمته ، أو كان المشتغل فعل طلب ، نحو : زيدا اضربه.
* ويتساوى الأمران إذا لم تفت المناسبة في العطف على التقديرين ، نحو : زيد قام وعمرا أكرمته. فإن رفعت فالعطف على الاسميّة ، أو نصبت فعلى الفعلية.
* ويترجّح الرفع فيما عدا ذلك لأولويّة عدم التقدير ، نحو : زيد ضربته.
ش : الثاني ممّا يرد منصوبا وغير منصوب «المشتغل عنه العامل» ، وهو اسم بعده عامل متصرّف ناصب لضميره أو متعلّقه بواسطة أو غيرها ، ويكون ذلك العامل بحيث
__________________
(١) لم يسمّ قائله. اللغة : فه : فعل أمر من وفي ، والهاء للسكت وإثباتها في الوصل ضرورة.