متى يترجّح الرفع على النصب : «ويترجّح الرفع» أي رفع الاسم المشتغل عنه العامل بالابتداء على نصبه بعامل مقدّر يفسّره العامل المشتغل «فيما عدا ذلك» أي المذكور من موجب النصب ، ومرجّحه وموجب الرفع وتساوي الأمرين «لأولويّة عدم التقدير» بلا مقتض ، «نحو : زيد ضربته». ومن ثمّ أوجبه بعض النّحويّين ، ومنع النصب ، وليس بشيء ، فقد نقله سيبويه وغيره من أئمة العربية عن العرب ، قال سيبويه : والنصب عربيّ كثير ، والرفع أجود ، انتهى.
وعليه قراءة بعضهم : (جَنَّاتُ عَدْنٍ) [الرعد / ٢٣] بكسر التاء ، ثمّ النصب مع كونه مرجوحا مراتبه مختلفه ، فالنصب في نحو : زيدا ضربته أقوي منه في نحو : زيدا ضربت أخاه ، والنصب في زيدا ضربت أخاه أحسن منه في زيدا مررت به ، والنصب في زيدا مررت به أحسن منه في زيدا مررت بأخيه ، قاله المراديّ.
المنادى
ص : الثالث : المنادى ، وهو المدعو بأيا ، أوهيا ، أو أي أو وا مع البعد ، وبالهمزة مع القرب. وبيا مطلقا ، ويشترط كونه مظهرا ، ويا أنت ضعيف ، وخلوّه عن اللّام إلا في لفظة الجلالة ، ويا الّتي شاذّ.
وقد يحذف حرف النداء إلا مع اسم الجنس ، والمندوب ، والمستغات ، واسم الاشارة ، ولفظ الجلالة ، مع عدم الميم في الأغلب ، فإن وجدت لزم الحذف.
تفضيل : المفرد المعرفة والنّكرة المقصودة ، يبنيان على ما يرفعان به ، نحو : يا زيد ، ويا رجلان ، والمضاف وشبهه ، وغير المقصودة ، تنصب ، مثل : يا عبد الله ، ويا طالعا جبلا ، ويا رجلا ، والمستغات يخفض بلامها ، ويفتح لألفها ولا لام فيه ، نحو يا لزيد ، ويا زيداه ، والعلم المفرد الموصوف بابن أو ابنة ، مضافا إلى علم آخر ، يختار فتحه ، نحو يا زيد بن عمرو ، والمنوّن ضرورة يجوز ضمّه ونصبه ، نحو :
سلام الله يا مطرا عليها |
|
وليس عليك يا مطر السّلام |
والمكرّر المضاف يجوز ضمّه ونصبه كتيم الأوّل ، في نحو : يا تيم تيم عدي.
تبصرة : وتوابعه المضاف تنصب مطلقا ، أمّا المفردة فتوابع المعرب تعرب بإعرابه ، وتوابع المبنيّ على ما يرفع به من التأكيد والصّفة وعطف البيان ، ترفع حملا على لفظه ، وتنصب على محلّه ، والبدل كالمستقل مطلقا. أمّا المعطوف فإن كان مع أل فالخليل يختار رفعه ، ويونس نصبه ، والمبرّد إن كان كالخليل فكالخليل ، وإلا