الألف واللام فيهما أو في النداء لمعيّن ، فكذلك لعدم دخول التنوين في غير السعة عليه أو لغير معيّن فكذلك.
فائدة : المراد بالشاذّ في استعمالهم ما يكون بخلاف القياس من غير نظر إلى قلّة وجوده وكثرته ، والنادر ما قلّ (١) وجوده ، وإن لم يكن بخلاف القياس ، والضعيف ما يكون في ثبوته كلام. قاله الجار برديّ في شرح الشافية (٢).
تنبيهان : الأوّل : زاد ابن مالك في التسهيل وابن هشام في الأوضح وغيرهما اسمين أخرين لا يشترط فيهما خلوّهما عن اللام ، أحدهما ما سمّي به من جملة ، نحو : يا الرجل قائم لمن سمّي بذلك ، نصّ على ذلك سيبويه ، قال : لأنّ معناه يا مقولا له ذلك ، وقايس عليه المبرّد ما سمّي به من موصول ذي لام ، نحو : يا الّذي قام ، وصوبّه ابن مالك.
قال المرادي : وقد نصّ سيبويه على منعه. قال الأزهري : والفرق بينهما أنّ الّذي قام محكى بحالته الّتي تثبت له قبل التسمية ، وهو قبلها لا ينادي لوجود اللام ، وذلك المانع باق ، ونحو : الرجل قائم ، ليس المانع من ندائه قبل التسمية وجود اللام ، بل كونه جملة وذلك المانع قد زال بالتسمية ، انتهى.
ثانيها : اسم الجنس المشبهة كقولك : يا الخليفة هيبة ، ويا الأسد شجاعة ، نصّ عليه ابن سعدان (٣). قال ابن مالك : وهو قياس صحيح ، لأنّ تقديره يا مثل الخليفة ويا مثل الأسد ، فحسن لتقدير دخول ياء على غير الألف واللام ، انتهى.
نداء المعرفة باللام : الثاني : إذا أريد نداء اسم معرّف باللام في غير الصور المذكورة توصّل إلى ندائه بأيّ مقطوعة عن الإضافة ، مبنيّة على الضمّ ، متلوّة بها التنبيه أو اسم الإشارة ، ويجب وصفها ، ولا توصف أيّ إلا بما فيه اللام لتعريف الجنس ، نحو : يا أيّها الرجل. وأمّا نحو الصعق والحارث ممّا هي فيه للغلبة أو للمح الصفة ، فلا توصف به ولا بما فيه اللام من مثنى أو مجموع علما قبل دخولها ، فلا يقال : يا أيّها الزيدان ، نصّ عليه الأعلم.
أو بموصول مصدّر بالألف واللام خال من خطاب ، نحو : (يا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ) [الحجر / ٦] ، ولا يجوز : نحو يا أيّها الّذي رأيت ، كما لا يجوز أن ينادي أو باسم
__________________
(١) سقط قلّ في «ح».
(٢) الشافية في التصريف لأبي عمرو عثمان بن عمر المعروف بابن الحاجب النحويّ المالكيّ المتوفى سنة ٦٤٦. ومن شروحها شرح الفاضل أحمد بن الحسن فخر الدين الجاربرديّ المتوفى سنة ٧٤٦ ه. كشف الظنون ٢ / ١٠٢٠.
(٣) محمد بن سعدان الضرير الكوفيّ النحويّ (٢٣١ ـ ١٦١ ه) أخذ القراءآت عن أهل مكة والمدينة وكان ذا علم بالعربيّة وصنف كتابا في النحو وكتابا في القراءآت. بغية الوعاة ١ / ١١١.