أضيف إلى عدي كما قيل : ما فعلت خمسة عشرك بفتحها ، وفيه تكلّف تركيب ثلاثة أشياء ، وقال السيرافي : الأصل يا تيم بالضمّ تيم عدي ، ففتح اتباعا لنصب الثاني كما في يا زيد بن عمرو.
فهذه خمسة أقوال ، ولا تختصّ المسالة بالعلمين عند البصريّين بل اسما الجنس والوصفان كذلك ، نحو : يا رجل رجل القوم ، ويا صاحب صاحب عمرو ، وخالف الكوفيّون ، فأوجبوا ضمّ الأوّل من اسمي الجنس ، وضمّه أو نصبه منوّنا من الوصفين نحو يا صاحبا صاحب زيد.
تنبيه : إنّما أضاف الشاعر تيم إلى عدي ليفرق بينهم وبين تيم مرّة في قريش وتيم غالب بن فهر في قريش أيضا وتيم قيس بن ثعلبه وتيم شيبان وتيم ضبّة ، وقوله : لا أبا لكم للغلط في الخطاب ، وقوله لا يلقينكم من ألقي إذا وجد ، والسوءة بالفتح الفعلة القبيحة قاله العينيّ (١).
توابع المنادى : «تبصرة» في احكام توابع المنادى ، تعرّض لها هنا كغيره لما فيها من الخصوصيّة الزائدة على مطلق التابع الآتي ذكره.
«وتوابعه» أي المنادى «المضافة» إضافة معنويّة ، لأنّ المطلق ينصرف إلى الفرد الكامل «تنصب» وجوبا «مطلقا» سواء كان المنادى مبنيّا أو معربا ، نحو : يا زيد أو يا عبد الله صاحب عمر في النعت ، ويا زيد أو يا عبد الله نفسه في التوكيد ، ويا زيد أو يا عبد الله عائد اللكب في البيان ، وكذا البدل ويا زيد ويا عبد الله وغلام بشر في عطف نسق ، كلّ ذلك بالنصب وجوبا على محلّ المتبوع إن كان مبنيّا ، وعلى لفظه إن كان معربا.
وحكي عن جماعة من الكوفيّين منهم الكسائي والفرّاء والطّوال جواز رفع المضاف من نعت وتوكيد ، وتبعها ابن الأنباريّ ، وإذا كان مع تابع المنادى ضمير جئ به دالّا على الغيبة باعتبار الأصل ، وعلى الحضور باعتبار الحال ، نحو : يا تميم كلّهم وكلّكم ، ويا زيد نفسه ونفسك ، ومنع الأخفش هذا الوجه الثاني ، وتأوّل نحو : ذلك على أنّه منصوب بفعل مقدر كأنّه قال : دعوت كلّكم.
__________________
(١) بدر الدين محمود العيني (٨٥٥ ـ ٧٦٢ ه ق) ولد في عينتاب ، له مصنفات كثيرة منها : «شرح الشواهد الكبير والصغير» و «رمز الحقائق في شرح كتر الدقائق» بغية الوعاة ٢ / ٢٧٥.