الثاني : قال أبو حيّان : التابع لأيّ في النداء وصف وقيل : عطف بيان. قال ابن السّيّد : وهو الظاهر ، انتهى. وفصّل بدر الدين مالك في شرح الخلاصة فقال : إن كان مشتقّا فهو نعت نحو : يا أيّها الفاضل ، وإن كان جامدا فهو عطف بيان ، نحو : يا أيّها الغلام ، انتهى.
وأمّا تابع اسم الإشارة في النداء وغيره فإن كان مشتقّا فلا خلاف في كونه وصفا ، وإن كان جامدا فمن اشتراط الاشتقاق في الوصف. قال : إنّه عطف بيان ، ومن لم يشترط قال : إنّه وصف ، وسمّاه سيبويه وصفا أيضا.
وقال ابن عصفور : أجاز النّحويّون في مثل مررت بهذا الرجل الصفة وعطف البيان ، واستشكله باشتراطهم في البيان أن يكون أعرف من المبيّن ، وفي النعت أن لا يكون أعرف من المنعوت ، فكيف يكون الشيء أعرف وغير أعرف.
وأجاب بأنّه إذا قدّر عطف بيان قدّرت أل فيه لتعريف الحضور ، فهو يفيد الجنس بذاته والحضور بدخول أل عليه ، والإشارة إنّما تدلّ على الحضور دون الجنس ، وإذا قدّر نعتا قال : للعهد والمعنى : مررت بهذا ، وهو الرجل المعهود ، فلا دلالة فيه على الحضور ، والإشارة تدلّ عليه ، فكان أعرف ، قال : وهذا معنى كلام سيبويه. قال السهيليّ : سيبويه وإن سمّاه صفة ، فمذهبه التسامح في هذه التوابع كلّها ، وقد سمّي التوكيد وعطف البيان صفة في غير موضع ، وقد عرفت مذهبه في ذلك ، انتهى.
مميّز أسماء العدد
ص : الرابع : مميّز أسماء العدد ، فمميّز الثلاثة إلى العشرة مجرور ومجموع ، ومميّز ما بين العشرة والمائة منصوب مفرد ، ومميّز المائة والألف ومثنّاهما وجمعه مجرور مفرد ، ورفضوا جمع المائة. وأصول العدد اثنتا عشرة كلمة : واحد إلى عشرة ومائة وألف ، فالواحد والاثنان يذكّران مع المذكّر ويؤنّثان مع المؤنّث ، ولا يجامعهما المعدود بل يقال : رجل ورجلان. والثلاثة إلى العشرة بالعكس ، نحو قوله تعالى : (سَخَّرَها عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيالٍ وَثَمانِيَةَ أَيَّامٍ.)
تتمّة : وتقول أحد عشر رجلا ، واثني عشر رجلا في المذكّر ، إحدى عشرة امرأة ، واثنتا عشرة امرأة ، في المؤنّث وثلاثة عشر رجلا إلى تسعة عشر رجلا في المذكّر ، وثلاث عشرة امرأة إلى تسع عشرة امرأة في المؤنّث ، ويستويان في عشرين وأخواتها ، ثمّ تعطفه فتقول : أحد وعشرون رجلا ، وإحدى وعشرون امرأة ، و