المبنيّات
المضمر
ص : المبنيّات : منها المضمر ، وهو ما وضع لمتكلّم أو مخاطب ، أو غائب سبق ذكره ولو حكما ، فإن استقلّ فمنفصل وإلا فمتّصل ، والمتّصل مرفوع ومنصوب ومجرور ، والمنفصل غير مجرور ، فهذه خمسة ، ولا يسوغ المنفصل إلا لتعذّر المتّصل ، وأنت في هاء سلنيه وشبهه بالخيار.
مسألة : وقد يتقدّم على الجملة ضمير غائب مفسّر بها ، يسمّي ضمير الشأن والقصّة ، ويحسن تأنيثه إن كان المؤنّث فيها عمدة ، وقد يستتر ، ولا يعمل فيه إلا الابتدا أو نواسخه ، ولا يثنّى ولا يجمع ، ولا يفسّر بمفرد ، ولا يتبع ، نحو : هو الأمير راكب ، وهي هند كريمة ، وإنّه الأمير راكب ، وكان النّاس صنفان.
فائدة : ذكر بعض المحقّقين عود الضمير على المتأخّر لفظا ورتبة في خمسة مواضع :
* إذا كان مرفوعا بأوّل المتنازعين ، وأعملنا الثاني ، نحو : أكرمني أكرمت زيدا.
* أو فاعلا في باب نعم مفسّرا بتمييز ، نحو : نعم رجلا زيد.
* أو مبدلا منه ظاهر ، نحو : ضربته زيدا.
* أو مجرورا بربّ على ضعف ، نحو : ربّه رجلا.
* أو كان للشّأن أو القصّة ؛ كما مرّ.
ش : «المبنيّات» ، وهو مبتدأ ، خبرها قوله «منها المضمر» ، ويسمّى الضمير ، وتسميته بالأوّل أجرى على قاعدة التصريف ، لأنّه من أضمرت الشيء ، إذا أخفيته ، فهو مضمر ، ويجوز أن يكون من أضمرته ، بمعنى أهزلته ، لأنّه في الغالب قليل الحروف ، وأمّا تسميته ضميرا فهو على حدّ قولهم : عقدت العسل فهو عقيد ، وتسميته بهما اصطلاح البصريّين ، وتسمية الكوفيّين الكناية والمكني ، لأنّه ليس بالصريح ، والكناية تقابل الصريح.
قال ابن هاني [من الطويل] :
٤٥٦ ـ فصرّح بمن أهوي ودعني من الكنى |
|
فلا خير في اللذات من دونها ستر (١) |
__________________
(١) لم أجد البيت.