عمرا قلت : الّذي علمت زيدا إيّاه أبوك ، والّذي أعطيت زيدا إيّاه عمرو ، ولا يجوز أن تقول : الّذي علمته زيدا ولا الّذي أعطيته زيدا ، لأنّه يلتبس المفعول الثاني بالأوّل.
العاشر : أن يكون عامله معنويّا ، نحو : أنا قائم.
الحادي عشر : أن يرفع بمصدر مضاف إلى المنصوب ، كقوله [من البسيط] :
٤٦٤ ـ بنصركم نحن كنتم ظافرين وقد |
|
أغرى العدي بكم استسلامكم فشلا (١) |
الثاني عشر : أن ينصب بمصدر مضاف إلى المرفوع ، نحو : عجبت من ضرب الأمير إيّاك. فإن قالوا : يجوز من ضربك الأمير ، قلنا : يجوز بنصرنا إيّاكم فما هو جوابكم ، فهو جوابنا.
الثالث عشر : أن يكون عامله حرف نفي ، نحو : (ما هُنَّ أُمَّهاتِهِمْ) [المجادلة / ٢].
الرابع عشر : أن يرفع بصفة جرت على غير من هي له ، نحو : زيد هند ضاربته هي.
الخامس عشر : أن يجتمع ضميران ، ويقدّم غير الأخص ، نحو : أعجبني إكرامك إيّاي وإكرامه إيّاك.
السادس عشر : أن يجتمع ضميران في مرتبة واحدة بأن يكونا لمتكلّم أو مخاطب أو غائب ، نحو : ظننتني إيّاي وحسبتك إيّاك وعلمه ايّاه ، وأمّا قوله [من الطويل] :
٤٦٥ ـ وقد جعلت نفسي تطيب لضغمة |
|
لضغمهماها يقرع العظم نابها (٢) |
وإنّما سهّله اختلاف لفظي الضمير ، وهو مع ذلك شاذّ.
جواز الوجهين في سلنيه وشبهه : «وأنت في هاء سلنيه شبهه» من كل ثاني ضميرين أوّلهما أخصّ وغير مرفوع نحو : أعطيتكه «بالخيار» فإن شيءت وصلت نظرا إلى الأصل فقلت : سلنيه وأعطيتكه ، وإن شيءت فصلت ، هربا من توإلى اتّصالين في فضلتين ، فقلت : سلني إيّاه وأعطيتك إيّاه.
وظاهر كلامه أنّ الاتّصال والانفصال على السواء ، وهو ظاهر كلام ابن مالك في الألفية ، بل قال ابن عقيل : إنّه ظاهر كلام أكثر النّحويّين ، واختار في التسهيل الاتّصال لكونه الأصل ، ولا مرجّح لغيره ، واقتصر سيبويه عليه.
قال ابن مالك : فظاهر كلامه لزوم الاتصال ، وأجاز غير سيبويه الانفصال ويدلّ عليه قوله (ع) : إنّ الله ملّككم إيّاهم ولو شاء ملّكهم إيّاكم (٣) ، انتهى.
__________________
(١) لم يعين قائله. اللغة : أغري : حرّض.
(٢) هو لمغلس بن لقيط. اللغة : الضغمة : العضّة فكني بها عن المصيبة.
(٣) ما وجدت الحديث في المراجع.