وقد تقدّم أنّ هذا ضرورة فلا يقاس عليه ، فظهر وجه عدم ذكر الرضي لهذين الوضعين واتباع المصنّف له ذلك.
ضمير الفصل : تتمة : يتوسّط بين المبتدأ والخبر قبل دخول العوامل وبعدها ضمير بلفظ المرفوع المنفصل مطابق للمبتدإ يفيد التوكيد والاختصاص ، وكون ما بعده خبرا لا نعتا.
ويسمّيه البصريّون فصلا لفصله بين كون ما بعده خبرا وبين كونه نعتا ، والكوفيّون عمادا ، لأنّه اعتمد عليه في هذا المعنى ، وشرطه أن يكون ما قبله معرفة وما بعده معرفة ، أو كالمعرفة في أنّه لا يقبل أل ، نحو : (أُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) [البقرة / ٥] ، و (وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ) [الصافات / ١٦٥] ، (كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ) [المائدة / ١١٧] ، (إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مالاً وَوَلَداً) [الكهف / ٣٩] ، (تَجِدُوهُ عِنْدَ اللهِ هُوَ خَيْراً) [المزمل / ٢٠]. ولا موضع له من الإعراب عند البصريّين ، فقال بعضهم : هو حرف ، وقال بعضهم : هو اسم ، لكن لمّا كان الغرض به الإعلام من أوّل الأمر يكون مايليه خبرا لا نعتا اشتدّ شبهه بالحرف ، في أنّه لم يؤت به إلا لمعنى في غيره ، فلم يجعل له موضع من الإعراب.
وقال الكوفيّون : بل له موضع ، فقال الكسائي : موضعه بحسب ما بعده. وقال الفرّاء بحسب ما قبله ، فمحلّه بين المبتدأ والخبر رفع ، وبين معمولي ظنّ نصب ، وبين معمولي كان رفع عند الفرّاء ، ونصب عند الكسائيّ ، وبين معمولي أنّ بالعكس.
وكثير من العرب تجعله مخبرا عنه بما بعده ، وحكى الجرميّ أنّها لغة بني تميم وحكى عن أبي زيد أنّه سمع منهم يقرؤون : تجدوه عند الله هو خير وأعظم [المزمل / ٢٠] ، بالرفع. وقال قيس بن الذريح [من الطويل] :
٤٧٩ ـ تبكّي على لبنى وأنت تركتها |
|
وكنت عليها بالملا أنت أقدر (١) |
__________________
(١) اللغة : الملا : موضع.