ومنصوبا كقول الآخر [من الطويل] :
٥٠٢ ـ وإنّ الّذي حانت بفلج دماؤهم |
|
... (١) |
ويجوز في هذا أن يكون مفردا ، وصف به مقدّر مفرد اللفظ مجموع المعنى ، أي وإن الجمع الّذي أو الجيش الّذي كقوله تعالى : (كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ ناراً) [البقرة ١٧] ، أي كمثل الجمع الّذي استوقد ، فحمل على اللفظ ، ثمّ قال : بنورهم ، فحمل على المعنى ، فلو كان في الأية مخفّفا من الّذين لم يجز إفراد الضمير الراجع إليه ، وكذا قوله تعالى : (وَالَّذِي جاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ) [الزمر / ٣٣].
أمّا حذف النون من الّذين نحو : جاءني الرجال الّذين قالوا كذا فهو قليل كقلّة اللذا في المثنّى ، قاله الرضيّ. وقد يقال في جمع المذكّر : اللائين أيضا مطلقا ، وبعض هذيل يعربه ، ومنه قول بعضهم : هم اللاؤون فكّوا الغلّ عنّي.
«واللائي» بهمزة بعدها ياء ساكنة كالقاضي «واللاتي» بتاء فوقانيّة مكان الهمزة ، «واللواتي» على وزن الهوادي ، وقد تحذف تائها اجتزاء (٢) بالكسرة لجمع المؤنّث ، وقد يتقارض (٣) الألى واللاتي ، فيقع كلّ منها مكان الآخر.
قال [من الطويل] :
٥٠٣ ـ محا حبّها حبّ الإلى كنّ قبلها |
|
وحلّت مكانا لم يكن حلّ من قبل (٤) |
وقال [من الوافر] :
٥٠٤ ـ فما آباؤنا بأمّنّ منه |
|
علينا اللّاء قد مهدوا الحجورا (٥) |
أي الّذين.
الموصول المشترك : والمشترك من الموصول هو «من» بفتح الميم للعالم ، نحو : جاءني من قام ، ومن قاما ، ومن قاموا ، ومن قامت ، ومن قامتا ، ومن قمن ، وتأتي لغير العالم في ثلاث مسائل :
أحدها : أن يترّل مترلته ، نحو : (وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُوا مِنْ دُونِ اللهِ مَنْ لا يَسْتَجِيبُ لَهُ) [الأحقاف / ٥] ، وقوله [من الطويل] :
__________________
(١) تقدم برقم ٦٨ و ٤٩٣.
(٢) الاحتزاء : الاكتفاء.
(٣) يتقارض : يتبادل.
(٤) هو للمجنون.
(٥) هو لرجل من بني سليم. اللغة : أمنّ : أفعل تفضيل من قولهم : منّ عليه ، إذا أنعم عليه. مهدوا : من مهد القراش : بسطه ووطّأه ، الحجور : جمع الحجر وهو حضن الإنسان.