ذو الموصولة : «وذو» عند طيّ خاصّة ، وهي للعالم وغيره ، سمع من كلامهم لا وذو في السماء عرشه ، وقال سنان بن فحل الطائي [من الوافر] :
٥١٢ ـ فإنّ الماء ماء أبي وجدّي |
|
وبئري ذو حفرت وذو طويت (١) |
أي الّتي حفرت ، والّتي طويت.
والمشهور عنهم إفرادها وتذكيرها وبناؤها على سكون الواو ، ومنهم من يعربها إعراب ذو بمعنى صاحب كما مرّ ، وخصّ ابن الضائع ذلك بحالة الجرّ ، لأنّه المسموع كقوله [من الطويل] :
٥١٣ ـ ... |
|
فحسبي من ذي عندهم ما كفانيا (٢) |
واستشكل إعرابها بأنّ سبب البناء موجود مع عدم العارض ، وفيها أربع لغات ، وأشهرها ما مرّ ، أعني عدم تصريفها مع بنائها ، والثانية : ذو لمفرد المذكّر ولمثنّاه ومجموعه ، وذات مضمومة لمفرد المؤنّث ومثنّاه ومجموعه. الثالثة : كالثانية ، إلا أن يقال لجمع المؤنّث ذوات مضمومة. الرابعة : تصريفها تصريف ذو بمعنى صاحب معربة إعرابها ، فيقال : ذو ذا ذي وذوا ذوي ذوو ذوي ذات ذاتا ذوات.
ذا الموصولة : «وذا» حال كونها «بعد ما» إجماعا «ومن» على الأصحّ «الاستفهاميّتين» ويشترط فيها مع ذلك أن لا تكون للإشارة ، نحو : ماذا التواني؟ ومن ذا الذاهب؟ وأن لا تكون ملغاة ولا مركّبة ، كما سيأتي نحو قوله تعالى : (ما ذا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ) [النحل / ٢٤] ، أي ما الّذي أنزل. وقول الشاعر [من الكامل] :
٥١٤ ـ وقصيدة تأتي الملوك غريبة |
|
قد قلتها ليقال من ذا قالها (٣) |
وقوله [من المتقارب] :
٥١٥ ـ ألا إنّ قلبي لدي الظّاعنينا |
|
حزين فمن ذا يعزّي الحزينا (٤) |
أي من ذا الّذي قالها ، ومن ذا الّذي يعزّي الحزين.
تنبيهات : الأوّل : لم يشترط الكوفيّون كون ذا بعد «ما» أو «من» المذكورتين احتجاجا بقوله [من الطويل] :
__________________
(١) هو لسنان بن الفحل الطائي. اللغة : ذو حفرت أي : الّتي حفرتها ، وذو طويت أي الّتي طويتها. وتقول : طويت البئر طيا ، إذا بنيت بالحجارة عليها.
(٢) تمامه «فأمّا كرام موسرون لقيتهم» ، وهو لمنظور بن سحيم. اللغة : الموسرون : جمع الموسرو هو صاحب المال.
(٣) هو للأعشى.
(٤) هو لأمية بن أبي عائذ الهذلي. اللغة : الظاعنين : المرتحلين.