«إن لم يكن الثاني قبل التركيب مبنيّا» فإن كان قبل التركيب مبنيّا «كسيبويه» امتنع إعرابه ، وكان مبنيّا على أصله ، فويه من سيبويه مبنيّ على الكسر قبل التركيب ، لأنّه صوت ، لاحظّ له في الإعراب ، وبني على حركة فرارا من التقاء الساكنين ، وكانت كسرة ، لأنّها الأصل في التخلّص منه ، وأمّا الجزء الأوّل فيكون مبنيّا مطلقا لقيام سبب البناء فيه ، وهو ما مرّ من افتقاره إلى الثاني كالحرف ، ويكون بناؤه على الفتح إن لم يختم بياء ، كما مرّ ، فإن ختم بها كمعدي كرب فقيل : يبني على السكون ، وقيل : على الفتح تقديرا ، والأوّل أوجه.
وجه تسمية سيبويه بسيويه : فائدة : غلب اسم سيبويه على إمام النحو أبي بشر عمرو بن عثمان بن قنبر بضمّ القاف الشيرازيّ. وقال الشيخ مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروز آبادي في كتابه المسمّي بالبلغة في تاريخ أئمة اللغة عن أحمد بن عبد الرحمن الشيرازيّ في كتاب ألقاب أنّ اسم سيبويه بشر بن سعيد ، وهو غريب ، والمشهور الأوّل.
ولقّب بسيويه جماعة ، إلا أنّه لا ينصرف عند الإطلاق إلا إليه ، وهو فارسيّ قال [السيوطيّ] في المزهر معناه : رائحة التفاح ، فسمّي بذلك. وقيل : إنّ أمّه كانت ترقصه بذلك في صغره ، وقيل : كان من يلقاه يشمّ منه رائحة الطيب ، وقيل : كان يعتاد شمّ التفاح ، وقيل : لقّب بذلك للطافته ، لأنّ التفاح من لطيف الفواكه ، انتهى.
وقيل : كان أبيض مشربا بحمرة ، كأنّ خدوده لون التفاح ، وقال ابن السّيّد البطليوسي في شرح الفصيح : الإضافة في لغة العجم مقلوبة كما قالوا سيبويه ، والسيب التفاح ، وويه رائحته ، والتقدير رائحة التفاح ، وفيه يقول جار الله الزمخشريّ [من الوافر] :
٥٣٣ ـ ألا صلّى الإله صلاة صدق |
|
على عمرو بن عثمان بن قنبر |
فإن كتابه لم تغن عنه |
|
بنو قلم ولا أبناء منبر |
تنبيهات : الأوّل : أجاز الجرميّ في نحو : سيبويه إجراءه مجرى بعلبك في بناء الأوّل ومنع صرف الثاني. قال أبو حيّان : وهو مشكل ، إلا أن يستند إلى سماع ، وإلا لم يقبل ، لأنّ القياس البناء لاختلاط الاسم بالصوت وصيرورتهما اسما واحدا ، انتهى. وقضية كلام التسهيل وغيره سماعه ، بل صرّح بعضهم بذلك ، ولا يرد على قضية كلام المصنّف ، لأنّه خلاف المشهور.
الثاني : في نحو بعلبك لغتان أخريان : أحدهما بناء الجزءين ، أمّا الأوّل فلما مرّ ، وأمّا الثاني فتشبيها له بما تضمّن الحرف كخمسة عشر ، لكونها أيضا كلمتين ، إحداهما عقيب