النعت
ص : الأوّل : النّعت ، وهو ما دلّ على معنى في متبوعه مطلقا ، والأغلب اشتقاقه ، وهو : إمّا بحال موصوفه ، ويتبعه إعرابا وتعريفا وتنكيرا وإفرادا وتثنية وجمعا وتذكيرا وتأنيثا ، أو بحال متعلّقه ويتبعه في الثلاثة الأوّل ، وأمّا في البواقي فإن رفع ضمير الموصوف فموافق أيضا ، نحو : جاءتني امرأة كريمة الأب ، وجاءني رجلان كريما الأب ، ورجال كرام الأب ، وإلا فكالفعل ، نحو : جاءني رجل حسنة جاريته ، أو عإلى ة ، أو عال داره ، ولقيت امرأتين حسنا عبداهما ، أو قائمة في الدار جاريتهما.
ش : الأوّل من التوابع النعت ، وقدّمه على سائرها لأنّ استعماله أكثر ، ولكونه أشدّ متابعة وأوفر فائدة ، وكان الأولى أن يتبعه بالبيان ثمّ التوكيد ثمّ البدل ثمّ عطف النسق ، لأنّها إذا اجتمعت في التبعيّة ، رتّبت كذلك ، والتعبير بالنعت اصطلاح الكوفيّين ، وربّما قاله البصريّون ، والأكثر عندهم الوصف والصفة.
«وهو ما» أي تابع ، وهو كالجنس يشتمل جميع التوابع «دلّ على معنى في متبوعه» أخرج ما عدا النعت من التوابع وأورد نحو : أعجبني زيد علمه ، وجاء القوم كلّهم. قال بعضهم : بل كلّ التوابع يدلّ على معنى في متبوعها ، فإنّ المعطوف يدلّ على كون المتبوع ممّا يشاركه الغير في كونه مقصودا بالنسبة ، والتأكيد يدلّ أنّ المتبوع ليس متجوّزا فيه ، ولا ممّا ذكر سهوا ، والبدل يدلّ على أنّ المتبوع غير مقصود بالنسبة. وعطف البيان يدلّ على أنّ المتبوع هذا الأمر المعيّن ، وأجيب بأنّ المراد بالدلالة الدلالة المقصودة ، ولا شيء من هذه الدلالات بمقصود.
«مطلقا» قيد للظرف أي كائن في متبوعه كونا مطلقا غير مقيّد بزمان نسبة حصول لمنعوته في الكلام. قيل : قصد به إخراج الحال ، إذ الحال يدلّ على معنى كائن في ذي الحال في زمان نسبة حصول لذي الحال ، ويردّه على أنّ الحال خارجة عن مبحث التوابع ، وأيضا فتقدّم ذكر التابع والمتبوع يمنع إخراجها به.
قال بعضهم : يصحّ أن يقال : ذكر لبيان مدلول الصفة بحيث يتميّز عن مدلول الحال ، إذ هذا تعريف للصفة بتعيين مدلولها ، فقوله : مطلقا ، وإن كان مستغنى عنه في إتمام التعريف ، لكنّه يحتاج إليه في تعيين مدلولها الّذي قصد في ضمن التعريف ، ولا خفاء في أنّه يخرج به سائر التوابع عن التعريف ، إذ دلالتها على معنى كائن في متبوعها كونا مقيّدا بزمان نسبة حصول لمتبوعها.