تنبيه : الوصف الجامد على ضربين : قياسيّ وسماعيّ ، فمن القياسيّ ما ذكر ، ومنه الوصف بالمقادير ، نحو : عندي رجال ثلاثة. قال [النبي] (ص) : الناس (١) كإبل ، مائة لا تجد فيها راحلة واحدة (٢). وتقول : عندي برّ قفيزان. وكذا الوصف بالذراع والشبر والباع وغير ذلك من المقادير.
والسماعيّ على ضريين : إمّا غير شائع ، نحو : مررت برجل أسد أو حمار. قال : وهو بتقدير مثل أي مثل أسد ومثل حمار ، وقال غيره : هو مؤوّل بجرئ أو بليد. وإمّا شائع كثير ، وهو الوصف بالمصدر ، نحو : جاءني رجل عدل ورضي. وهو عند الكوفيّين على التأويل بعادل ومرضيّ ، وعند البصريّين على تقدير مضاف أي ذو عدل وذو رضي.
قال ابن هشام في بعض رسائله : والمشهور أنّ الخلاف مطلق. وقال ابن عصفور : وهو الظاهر ، وإنّما الخلاف حيث لم يقصد المبالغة ، فإن قصدت فالاتّفاق على أنّه لا تأويل ولا تقدير ، انتهى.
ومحل الوصف بالمصدر ما إذا لم يكن في أوّله ميم ، فإن كان كذلك كمسير لم ينعت به لا باطّراد ولا بغيره ، نبّه عليه بعضهم.
الأمور الّتي يتبع النعت متبوعه فيها : «وهو» أي النعت «إمّا بحال موصوفة» أي بحال قائمة بموصوفة ، نحو : مررت برجل حسن ، فالحسن حال قائمة بالرجل ، ويسمّي نعتا حقيقيّا. «ويتبعه» أي يتبع النعت الّذي هو بحال موصوفه موصوفه «إعرابا» رفعا ونصبا وجرّا «وتعريفا وتنكيرا وإفرادا وتثنية وجمعا وتذكيرا وتأنيثا» لاتّحادهما فيما صدقا عليه وقيام النعت بالموصوف.
وليس المراد اجتماع هذه العشرة في تركيب واحد (٣) ، كيف وهي أنواع متضادّة الإفراد ، وإنّما المراد أنّه لا بدّ من كلّ نوع من واحد ، فمن الرفع والنصب والجرّ أحدها ، ومن التعريف والتنكير أحدهما ، ومن الإفراد والتثنية والجمع أحدها ، ومن التذكير والتأنيث أحدهما ، فلا بدّ في النعت الّذي هو بحال موصوفه من أربعة من هذه العشرة.
__________________
(١) سقط الناس في «ح».
(٢) الترمذي ، ٥ / ١٤٢ ، رقم ٢٨٧٢.
(٣) سقط في تركيب واحد في «ح».