ويجوز قطع البدل ، نحو : مررت بزيد أخوك ، ويحسن مع الفصل ، نحو : (بِشَرٍّ مِنْ ذلِكُمُ النَّارُ) [الحج / ٧٢] ، ويجب أن تبع متعدّدا ، ولم تستوف العدة ، نحو : اتّقوا الموبقات (١) الشرك والسحر ، أي منهنّ الشرك والسحر.
عطف البيان
ص : الخامس : عطف البيان ، وهو تابع يشبه الصّفة في توضيح متبوعه ، نحو : جاء زيد أخوك ، ويتبعه في أربعة من عشرة كالنّعت ، ويفترق عن البدل في نحو : هند قام أبوها زيد ، لأنّ المبدل منه مستغني عنه ، وهنا لا بدّ منه ، وفي نحو : يا زيد الحارث ، وجاء الضّارب الرّجل زيد ، لأنّ البدل تكرار العامل ، ويا الحارث والضّارب زيد ممتنعان.
ش : «الخامس» من التوابع «عطف البيان» سمّي بذلك ، لأنّه تكرار الأوّل بمرادفه لزيادة البيان ، فكأنّك رددته على نفسه ، ولم تحتج إلى حرف ، لأنّه عين الأوّل ، قيل : والكوفيّون يسمّونه الترجمة ، لأنّه مفسّر لمتبوعه ، وقال الأعلم في شرح الجمل : هذا الباب يترجم له البصريّون ، ولا يترجم له الكوفيّون.
«وهو تابع يشبه الصفة» بمعنى النعت السابق بيانه «في توضيح متبوعه» لكن الصفة توضّح متبوعها بحسب معنى فيه ، وعطف البيان يوضّح متبوعه بحسب الذات ، فقوله : تابع كالجنس يشتمل التوابع كلّها ، وقوله : يشبه الصفة مخرج النعت ، لأنّ المشبه للشيء غير ذلك الشيء ، فكأنّه قال : تابع غير صفة ، وقوله : في توضيح متبوعه يخرج بقيّة التوابع ، لأنّها غير موضحة ، «نحو : جاء زيد أخوك» ، فأخوك عطف بيان لزيد ذكر لإيضاحه.
تنبيهات : الأوّل : أجمعوا على مجئ عطف البيان لإيضاح المعرفة ، وذهب الكوفيّون وجماعة إلى أنّه يجيء لتخصيص النكرة أيضا ، ونفاه جمهور البصريّين ، وخرّجوا ما جاء من ذلك على البدل ، فلذلك لم يثبته المصنّف ، وحجّتهم أنّ البيان بيان كاسمه ، والنكرة مجهولة ، والمجهول لا يبيّن المجهول ، ودفع بأنّ بعض النكرات أخصّ من بعض ، والأخصّ يبيّن غير الأخصّ.
__________________
(١) الموبقات : الكبائر من المعاصي : لأنّهنّ مهلكات.