أنواع الاشتقاق : فائدة : الاشتقاق ثلاثة أقسام : أصغر : وهو اتّفاق اللفظين في الحروف الأصليّة والترتيب ، نحو : بصر وبصير ، وصغير ، ويسمّي كبيرا. وأوسط ، وهو اتّفاقها في الحروف دون الترتيب ، نحو : جيذ وجذب. وأكبر : وهو اتّفاقها في بعض الحروف دون بعض ، نحو : ثلم وثلب ، وحيث أطلق الاشتقاق ، فالمتبادر الأوّل.
«ويعمل المصدر عمل فعله» المشتقّ منه في التعدي واللزوم ، فإن [كان] لازما (١) لزم المصدر ، أو متعديّا ، تعدّي على حسب تعدية ، فتقول : عجبت من قيامك ومن ضربك زيدا ، ومن إعطائك زيدا درهما ، ومن ظنّك عمرا قائما ، ومن إعلامك زيدا (٢) عمرا قائما. «مطلقا» أي سواء كان ماضيا أو حالا أو مستقبلا ، تقول : أعجبني ضرب زيد عمرا أمس ، كما تقول : الآن أو غدا.
سبب إعمال المصدر : تنبيهان : الأوّل : اختلف في سبب إعمال المصدر عمل فعله ، فقيل : لشبهه بالفعل معنى من حيث كونه بتقدير أن والفعل ، وهو قضية كلام المصنّف (ره) حيث قال في ترجمة باب الأسماء العاملة لشبهه بالأفعال ، فتأمّل.
قال الرضيّ : وتقديرهم له بأن والفعل لا يتمّ إذا كان بمعنى الحال ، لأنّ أن إذا دخلت على المضارع خلّصته للاستقبال ، بخلاف ما إذا دخلت على الماضي فإنّه يبقى معها على معنى المضي ، لكنهم قدّروه بأن دون ما وكي ، وإن كان في الحال أيضا لكونها أشهر وأكثر استعمالا منهما ، ولتقديرهم له بأن والفعل ، ووهم بعضهم فظنّ أنّه لا يعمل حالا لتعذّر تقديره إذن بأن ، انتهى.
وقال غير واحد منهم ابن هشام في الأوضح والقطر ما معناه أنّه إذا كان بمعنى المضيّ أو الاستقبال قدّر بأن ، وإذا كان بمعنى الحال قدّر بما. قال الدمامينيّ : ولك تقدير المصدر في جميع الحالات بالفعل مع ما ، لأنّها تدخل على الأفعال الثالثة ، نحو أعجبتني ما صنعت أمس ، وما تصنع الأن ، وما تصنع غدا ، انتهى.
وقال ابن مالك في شرح الكافية : يعمل المصدر عمل فعله لا لشبهه بالفعل ، بل لأنّه أصل ، والفعل فرع ، ولذلك يعمل مرادا به المضيّ أو الحال أو الاستقبال بخلاف اسم الفاعل ، فإنّه يعمل لشبهه بالفعل المضارع ، فاشترط كونه حالا أو مستقبلا ، لأنّهما مدلولا المضارع. وقال بعضهم : إنّما عمل لنيابته عن الفعل ، ولذلك عمل في الأزمنة كلّها ، لأنّ الفعل لا يشترط فيه زمان مخصوص.
__________________
(١) لازما ذكر في «س وح».
(٢) سقط زيدا في «ح».