ينكي أعداءه.
ولم يسمع رفع الفاعل بعد المعرّف بأل إلا في بيت ، وهو قول الشاعر [من الطويل] :
٦١٦ ـ عجبت من الرّزق المسئ إلهه |
|
ومن ترك بعض الصّالحين فقيرا (١) |
بنصب المسئ ورفع الإله ، وهو مصدر رزق يرزق رزقا كذكرا ، وأنكر ابن الطراوة وغيره أن يكون بكسر الراء مصدرا ، بل هو بمعنى المرزوق كالرعي والطحن ، فلا حجّة في البيت على هذا ، بل يرتفع إلهه بفعل مقدّر ، قاله المراديّ في شرح التسهيل.
اسم المصدر : تكميل : لا بأس بالتعرّض لذكر اسم المصدر تتميما للفائدة وتعميما للعائدة ، إذ لا يغني ذكر المصدر عن ذكره ، فنقول إنّه يطلق على ثلاثة أمور :
أحدها : ما لا يعمل اتّفاقا ، وهو ما كان من أسماء الأحداث علما كسبحان علما للتسبيح وفجار وحماد علمين للفجرة والمحمدة.
الثاني : ما اختلف في إعماله ، وهو ما كان اسما لغير الحدث ، فاستعمل له كالعطاء ، فإنّه في الأصل اسم لما يعطي ، ثمّ استعمل لمعنى الاعطاء ، والكلام فإنّه في الاصل اسم للملفوظ به من الكلمات ، ثمّ نقل إلى معنى التكليم ، فهذا النوع ذهب الكوفيّون والبغداديّون إلى جواز إعماله ، واحتجّوا عليه بما ورد من نحو قوله [من الوافر] :
٦١٧ ـ أكفرا بعد ردّ الموت عنّي |
|
وبعد عطائك المائة الرّتاعا (٢) |
وقوله [من البسيط] :
٦١٨ ـ قالوا كلامك هندا وهي مصغية |
|
يشفيك قلت صحيح ذاك لو كانا (٣) |
والبصريّون يمنعونه ، ويقدّرون للمنصوب بعده فعلا يعمل فيه ، لأنّه لم يكثر كثرة تقتضي أن يقاس عليه.
الثالث : ما يعمل اتّفاقا ، وهو ما بدئ بميم زائدة بغير المفاعلة كمضرب والمقتل ، لأنّه مصدر في الحقيقة ، ويسمّى المصدر الميميّ ، وإنّما سمّوه أحيانا اسم مصدر تجوّزا ، قال ابن هشام : ومن إعماله قول الشاعر [من الكامل] :
__________________
(١) لم يسمّ قائله.
(٢) البيت للقطامي ، واسمه عمر بن شميم ، وهو ابن أخت الأخطل. اللغة : أكفرا : حجودا للنعمة ، ونكرانا للجميل ، ردّ : منع ، الرتاع : جمع راتعه : وهي من الابل الّتي تبرك كي ترعي كيف شاءت لكرامتها على أصحابها.
(٣) لم يعين قائله : اللغة : مصغية : اسم فاعل من أصغى ، وتقول : أصغى فلان إلى حديث فلان : إذا أمال أذنه إليه ليسمعه. يشفيك : يذهب ما بك من سقام الحب.