٦٢٢ ـ وإن ترد به المضيّ فأضف |
|
وإن تعرّفه بلام وألف |
فالنصب لازم بكلّ حال |
|
في الحال والماضي والاستقبال |
في جعله اللام معرفة نظر ، لأنّ المعرفة بعيدة عن مذهب الفعل. وقال ابن هشام في شرح اللمحة : إنّها متى قدّرت للتعريف اقتضي القياس أن لا يعمل شيئا ، نصّ على ذلك أصحاب الأخفش سعيد ، وهو الحقّ لمن تأمّله. وقال في المعنى : لو صحّ أنّ أل في اسمي الفاعل والمفعول حرف تعريف لمنعت من إعمالها ، كما منع منه التصغير والوصف ، انتهى.
ومن زعم أنّها فيها حرف تعريف كالأخفش زعم أنّ انتصاب الاسم في نحو : الضارب زيدا على التشبيه بالمفعول ، وردّ بأنّ المشبه إنّما يكون سببيّا ، وهذا ينصب الأجنبيّ كما في المثال ، وقيل : انتصابه بفعل مضمر ، ولا عمل لاسم الفاعل مطلقا ، فالتقدير في المثال ضرب زيدا ، أو يضرب ، وهي دعوى بلا دليل ، وبهذا ينتقد ما حكاه بدر بن مالك من أنّ عمل المقرون بأل مطلقا مرضيّ عند جميع النحاة.
الثالث : قوله : عمل مطلقا هو المشهور الّذي عليه الجمهور ، وزعم الرمانيّ وأبو على في كتاب الشعر أنّه إذا كان بأل لا يعمل إلا ماضيا. قال أبو على في الكتاب المذكور في قول جرير [من البسيط] :
٦٢٣ ـ فبتّ والهمّ تغشاني طوارقه |
|
من خوف رحلة بين الظاعنين غدا (١) |
أنّ غدا متعلّق بخوف أو ببين ، لا بالظاعنين.
قال الرضيّ : ولعلّ ذلك ، لأنّ المجرّد من اللام لم يكن يعمل بمعنى الماضي ، فتوسّل إلى إعماله بمعناه باللام ، وإن لم يكن مع اللام اسم فاعل في الحقيقة ، بل هو فعل في صورة الاسم ، ونقل ابن الدهان ذلك عن سيبويه ، ولم يصرّح سيبويه بذلك ، بل قال :
الضارب زيدا بمعنى ضرب ، ويحتمل تفسيره بذلك أنّه إذا عمل بمعنى الماضي فالأولى جواز عمله بمعنى الحال والاستقبال ، إذا كان مع التجريد يعمل بمعناها.
«وإلا» يكن صلة لأل «فيشترط» لعمله «كونه للحال أو الاستقبال» لتتمّ مشابهته للفعل لفظا من جهة موافقته له في الحركات والسكنات ، ومعنى من جهة اقتران حدثه بأحد الزمانين ، أمّا إذا كان للماضي فإنّها يشابهه معنى لا لفظا ، لأنّه لا يوازنه مستمرا.
«واعتماده على نفي» بحرف أو اسم أو فعل نحو : ما أو غير أو ليس ضارب زيد عمرا الآن أو غدا ، «أو» على «استفهام» بحرف أو اسم ، نحو : أضارب أو كيف ضارب
__________________
(١) اللغة : تغشاني : تغطيني ، الطوارق : جمع الطارق أي : الحادث أو الحادث ليلا ، الرحلة : اسم مصدر بمعنى الارتحال ، الظاعنون : المرتحلون.