اسم التفضيل
ص : الخامس : اسم التفضيل وهو ما دلّ على موصوف بزيادة على غيره ، وهو :
أفعل للمذكّر ، وفعلى للمؤنّث ، ولا يبنى إلا من ثلاثيّ تامّ متصرّف ، قابل للتّفاضل ، غير مصوغ منه أفعل لغير التّفضيل ، فلا يبنى من نحو : دحرج وصار ونعم ومات ولا من عور وخضر وحمق ، لمجيء أعور وأخضر وأحمق لغيره ، فإن فقد الشّرط توصل بأشدّ ونحوه ، و «أحمق من هبنّقة» شاذّ ، و «أبيض من اللّبن» نادر.
تتمّة : ويستعمل إمّا بمن أو بأل أو مضافا.
فالأوّل : مفرد مذكر دائما ، نحو : هند أو الزّيدان أفضل من عمرو ، وقد تحذف من ، نحو : الله اكبر.
والثّاني : يطابق موصوفه ، ولا يجامع من ، نحو : هند الفضلى ، والزّيدان الأفضلان.
الثّالث : إن قصد تفضيله على من أضيف إليه ، وجب كونه منهم ، وجازت المطابقة وعدمها ، نحو : الزّيدان أعلما النّاس ، أو أعلمهم ، وعلى هذا يمتنع يوسف أحسن إخوته. وإن قصد تفضيله مطلقا فمفرد مذكّر مطلقا ، نحو : يوسف أحسن إخوته ، والزّيدان أحسن إخوتهما ، أي : أحسن النّاس من بينهم.
تبصرة : ويرفع الضّمير المستتر اتّفاقا ، ولا ينصب المفعول به إجماعا ، ورفعه للظاهر قليل ، نحو : رأيت رجلا أحسن منه أبوه ، ويكثر ذلك في نحو : ما رأيت رجلا أحسن في عينه الكحل منه في عين زيد ، لأنّه بمعنى الفعل.
ش : «الخامس» من الأسماء العاملة عمل الفعل «اسم التفضيل» ، وبعضهم يقول : أفعل التفضيل. قيل : وما عبّر به المصنّف (ره) أولى ، ليشتمل خيرا وشرّا ، وردّ بأنّهما بزنة أفعل في الأصل ، إذ أصلهما أخير وأشر ، فحذفت الهمزة بدليل ظهورها في قراءة أبي قلابة (١) : (سَيَعْلَمُونَ غَداً مَنِ الْكَذَّابُ الْأَشِرُ) [القمر / ٢٦] ، بفتح الشين وتشديد الراء ، وقول الشاعر [من الرجز] :
٦٣٨ ـ ... |
|
بلال خير النّاس وابن الأخير (٢) |
وأجيب بأنّ المراد بالشمول على وجه الظهور ، وهو كاف في الأولويّة ، واختلف في سبب حذف الهمزة منها ، فقيل : لكثرة الاستعمال ، وهو المشهور ، قال الأخفش :
__________________
(١) أبو قلابة (... ١٠٤ ه) هو عبد الله بن زيد بن عمرو الجرمّي عالم بالقصاء والأحكام وكان من رجال الحديث الثقات. الأعلام للزركلي ٤ / ٨٨.
(٢) مجهول قائله.