وأمّا صيغة الجمع فليست سببا ، بل هي شرط للجمعية ، فيلزم المنع بمجرّد موازنة غير المنصرف فقط ، وهو مشكل ، وذهب المبرّد إلى أنّه منقول عن جمع سراوله ، سمّي به المفرد الجنسيّ. قال في التصريح : واختلف في سماع سروالة ، فقال أبو العباس : إنّها مسموعة وأنشد [من المتقارب] :
٦٦٥ ـ عليه من اللّوم سروالة |
|
فليس يرقّ لمستعطف (١) |
وقيل : لم يسمع ، والبيت مصنوع ، فلا حجّة فيه ، والصحيح ما قاله أبو العباس ، فقد ذكر الأخفش أنّه سمع من العرب سروالة. وقال أبو حاتم : من العرب من يقول : سروال ، وقيل : سراويل جمع سراول كشماليل جمع شملال (٢) ، حكاه الحريرى في المقامات ، ونقل ابن الحاجب أنّ من العرب من يصرفه ، وأنكر ابن مالك ذلك عليه ، قلت : ونقل ذلك ابن الحاجب أبو الحسن الأخفش ، وردّ إنكار ابن مالك بأنّ من ينقل حجّة على من لم ينقل.
التأنيث : «والتأنيث إن كان بألفي حبلي وحمراء» أي المقصورة والممدودة ، وإنّما اضافهما إلى حبلي وحمراء للاختصار مع الفائدة للاستغناء عن التمثيل لهما على أنّه قد استشكل القول بأنّ التأنيث في مثل حمراء بألف ممدودة بأنّ علامة التأنيث الهمزة ، لأنّها منقلبة عن ألف التأنيث ، وليست ممدودة ، والألف الممدودة قبلها زائدة ، وليست للتأنيث ، وأجيب بأنّ المراد بالألف الممدودة هو الهمزة ، سمّيت بذلك لأنّها الممدودة بها ، ففيه حذف وإيصال ، ولا نزاع في صحّة إطلاق الألف على الهمزة ، لأنّ الألف إمّا اسم للأعمّ أو للمتحرّك فقط واسم الساكن لا ، فلا حاجة في إطلاق الألف على الممدود إلى القول بأنّها في الأصل ألف ، انتهى.
قال بعض المتأخّرين : ولك أن تقول : سمّيت الهمزة في ذلك بالممدودة لعلاقة المجاورة «ناب عن علتين» للزوم ألفة الكلمة وبناء الكلمة عليهما بخلافه بالتاء ، فترل لزومهما مترلة تأنيث ثان.
تنبيهات : الأوّل : توهّم بعضهم من قولهم : ألفا حبلى وحمراء أنّ المانع الصفة وألف التانيث ، وهو غلط صريح ، بل المانع التأنيث بهما فقط ، كما صرّح به المصنّف ، سواء كان مصحوبهما نكرة كذكرى وصحراء ، أم معرفة كرضوى وزكريا ، أم مفردا كما
__________________
(١) البيت بلا نسبة. اللغة : السروالة : لباس يغطّي السّرة والركبتين وما بينهما.
(٢) الشملال : السريع الخفيف.