وهذا كلّه مبنيّ على أنّ الرحمن صفة ، كما ذهب إليه الزمخشريّ وابن الحاجب وجماعة ، وقد تقدّم في شرح الديباجة أنّ الأعلم وابن مالك وابن هشام ذهبوا إلى أنّه علم لا صفة ، وقالوا : لا نسلم أنّه موضوع بازاء المعنى لا الذات ، وكونه مشتقّا من الرحمة لا ينافي علميّته كعلى وحسن وصالح وحارث.
قال ابن هشام : وأمّا قول الزمخشريّ : إذا قلت : الله رحمن ، أتصرفه أم لا؟ وقول ابن الحاجب : إنّه اختلف في رحمن ، أي في صرفه ، فخارج عن كلام العرب من وجهين ، لأنّه لم يستعمل صفة ولا مجرّدا من أل إلا في الضرورة ، انتهى. وقد مرّ أنّهم يعربونه في البسملة بدلا من اسم الجلالة لا صفة.
تنبيه : جميع أبنيه فعلان مؤنّثاتها على فعلى إلا أربع عشرة جاءت مؤنثاتها على فعلانة فتصرف ، وقد جمع ابن مالك منها اثنتي عشره في قوله [من الهزج] :
٦٦٨ ـ أجز فعلى لفعلانا |
|
إذا استثنيت حبلانا |
ودجنانا وسخنانا |
|
وسيفانا وضحيانا |
وصوحانا وعلّانا |
|
وقسوانا ومصانا |
وموتانا وندامانا |
|
واتبعهنّ نصرانا |
وذيّل عليه المراديّ الباقيتين فقال : وزد فيهنّ خمصانا على لغة وألبانا.
الحبلان بحاء مهملة ومؤحدة العظيم البطن ، وقيل : الممتلي غيظا ، والدجنان بدال مهملة وجيم : اليوم المظلم. والسخنان بسين مهملة وخاء معجمه : اليوم الحارّ. والسيفان بسين المهملة وبعده اليا المثناة من تحت فاء : الرّجل الطويل ، كأنّه من السيف. والضحيان بضاد معجمة وحاء مهملة ومثناة تحتية : الرّجل الّذي يأكل في الضحى ، كذا في القاموس. وقال بعضهم : هو اليوم الّذي لا غيم فيه ، وضبطه آخر بالصاد المهملة. والصوحان بصاد وحاء مهملتين : البعير اليابس الظهر. والعلّان بعين مهملة وتشديد اللام : الرجل الكثير النسيان ، وقيل الحقير. القشوان بقاف وشين معجمة : الرقيق الساقين. والمصان بميم وصاد مهملة : اللئيم. والموتان : البليد الميّت القلب. والندمان : المنادم في الشراب. والنصران : واحد النصارى. والخمصان : بفتح الخاء المعجمة وبعده الميم وصاد مهماة : الضامر البطن ، وهي لغة في خمصان بضم الخاء ، ولهذا قال على لغة. والإليان : الكبير الإلية ، فهذه كلّها منصرفة ، لما مرّ.
التركيب : «والتركيب» المعبّر عنه في البيتن لضرورة الوزن بالتركيب «المزجيّ» ، وهو جعل اسمين اسما واحدا مترّلا ثانيهما مترلة هاء التأنيث ، وخرج به الإضافيّ كامرئ