٦٧١ ـ إذا ما غزا في الجيش حلّق فوقهم |
|
كتائب طير تهتدي بعصائب (١) |
والقوافي مجرورة.
وإنّما قال : يكسر ، ولم يقل ينصرف ، لأنّ المسألة خلافية ، فبيّن ما هو المتّفق عليه ، وأعرض عن بيان الخلاف ، لأنّه خلاف لا يثمر ، وهو على ثلاثة أقوال ، مرّ منها قولان في أوّل الباب ، والثالث : وهو التحقيق أنّه إن زالت إحدى علّتيه باللام أو الاضافة كما في العلم ، فمنصرف ، وان بقيت العلّتان كما في أحمر بقي على منع صرفه (٢).
هذا بالنسبة إلى ما أضيف ، أو دخلته اللام ، وأمّا بالنسبة إلى الضرورة فقيل : ينصرف ، وهو المشهور ، لأنّ الضرورة تجيز ردّ الشيء إلى أصله ، وأصل الأسماء الصرف ، وقيل : بل هو باق على منع صرفه لوجود العلّتين ، وإنّما جعل كالمنصرف في الصورة باعتبار إدخال الكسرة عليه أو التنوين كما سيأتي.
يصرف الممنوع من الصرف ويمنع المصروف للضرورة : تنبيهات : الأوّل : قد ينوّن غير المنصرف للضرورة والتناسب ، والضرورة قد تكون موجبة التنوين ، وقد تكون غير موجبة له ، فالأوّل كقوله [من الطويل] :
٦٧٢ ـ ويوم دخلت الخدر خدر عنيرة |
|
... (٣) |
إذ لا محيص فيه عن التنوين ، لأنّه لا يستقيم الوزن إلا به ، والثاني كقوله [من الطويل] :
٦٧٣ ـ أعد ذكر نعمان لنا إنّ ذكره |
|
هو المسك ما كررته يتضوّع (٤) |
إذ لو بقي نعمان هنا على منع صرفه لم ينكسر الوزن ، إلا أنّه يكون فيه الزحاف
__________________
(١) هو للنابغة الذبياني اللغة : حلّق : ارتفع في طيرانه واستدار ، الكتائب : جمع كتيبة بمغني الجيش ، العصائب : جمع عصابة بمغني الجماعة من الناس أو الخيل أو الطير.
(٢) يبدو أنّ الممنوع من الصرف يبقي ممنوعا من الصرف وإن أضيف أو دخلته اللام ، يعني عند ما أضيف أو دخلته اللام يجرّ بالكسرة فقط ، ولا يصير منصرفا ، يقول ابن مالك في الألفية :
الصرف تنوين أتي مبيّنا |
|
معنى به يكون الاسم أمكنا |
(شرح ابن عقيل ٢ / ٣٢٠)
يعني علامة المنصرف أن يدخله التنوين ، ويقول أيضا :
وجرّ بالفتحة ما لا ينصرف |
|
ما لم يضف أو يك بعد أل ردف |
(شرح ابن عقيل ١ / ٧٧)
يعني الاسم الذي لا ينصرف جرّ بالكسرة إن أضيف أو إن دخلته الألف واللام.
(٣) تمامه «فقالت لك الويلات إنك مرجلي» وهو لامرئ القيس. اللغة : الخدر : الهودج.
(٤) لم يسم قائله. اللغة : أعد : أمر من الإعادة بمعنى التكرار ، يتضوّع : من التضوغ بمعنى التحريك وانتشار الرائحة.