وحده ، نحو أن يقول : أحبّك ، فتقول : إذن أظنّك صادقا. فلا يتصوّر هنا الجزاء ، قال الرضّي : لأنّ الشرط والجزاء إمّا في المستقبل أو في الماضي ، ولا مدخل للجزاء في الحال.
تنصب إذن المضارع بثلاثة شروط : وإنّما «تنصبه» أي المضارع بثلاثة شروط :
أحدها : أن تكون مصدّرة في أوّل الجواب ، لأنّها حينئذ في أشرف محالّها ، فإن وقعت حشوا بأن كان ما بعدها من تمام ما قبلها لم تنصبه ، وذلك في ثلاثه مواضع :
الأوّل : أن يكون ما بعدها خبرا لما قبلها ، نحو : أنا إذن أكرمك ، وإنّي إذن أكرمك ، وأمّا قوله [من الرجز] :
٦٩٤ ـ لا تتركنّي فيهم شطيرا |
|
إنّي إذن أهلك أو أطيرا (١) |
فضرورة. أو الخبر محذوف. أي إنّي لا أستطيع ذلك ، ثمّ استؤنف ما بعده ، أو الخبر مجموع إنّي إذن أهلك ، لا أهلك ، قاله الرضيّ.
قال الدمامينّي : وفيه نظر ، إذ مقتضاه جواز مثل قولك : زيد إذن يقيم بالنصب ، على أن يجعل الخبر هو المجموع من إذن وما دخلت عليه ، وظاهر كلامهم يأباه ، انتهى.
الثاني : أن يكون جوابا لشرط ما قبلها ، نحو : إن تأتني إذن أكرمك.
الثالث : أن يكون جوابا لقسم قبلها ، نحو : والله إذن لأخرجنّ ، وقوله [من الطويل] :
٦٩٥ ـ لئن عاد لي عبد العزيز بمثلها |
|
وأمكنني منها إذن لا أقيلها (٢) |
التقدير : والله لئن عاد ، وجواب الشرط محذوف.
الشرط الثاني : أن تكون «مباشرة» للمضارع غير منفصل عنه ، فلو انفصلت عنه لم تنصب لضعفها مع الفصل عن العمل فيما بعدها ، نحو : إذن زيد يكرمك.
الثالث : أن يكون الفعل المضارع «مقصودا به الاستقبال» ، فلو قصد به الحال لم تنصبه ، نحو قولك : إذن تصدق لمن قال : أنا أحبّك ، قياسا على سائر النواصب ، حيث لم يعمل إلا في المستقبل ، لأنّ فعل الحال له تحقّق في الوجود كالأسماء ، فلا يعمل فيه عوامل الأفعال.
وإذا استوفت إذن هذه الشروط نصبت المضارع وجوبا في الأشهر ، نحو : «إذن أكرمك» بالنصب «لمن قال لك أزورك» وإلغاوها حينئذ لغة لبعض العرب ، حكاها عيسى بن عمر ، وتلقّاه البصريّون بالقبول ، ووافقهم ثعلب ، وخالف سائر الكوفيّين فلم يجز أحد الرفع بعدها.
__________________
(١) البيت مجهول القائل. اللغة : الشطير : الغريب.
(٢) هو لكثير عزة. اللغة : لا أقيلها : لا أتركها تفوتني.