إلى الماضي فهي ولم سيّان في نفي المتوقّع وغيره ، مثال المتوقّع أن تقول : مإلى قمت فلم تقم أو فلمّا تقم ، ومثال غير المتوقّع أن تقول : إبتداء لم يقم أو لمّا يقم ، قاله في المغني.
الجوازم الّتي تجزم فعلين : النوع الثاني من الجوازم ما يجزم فعلين ، وهو إحدى عشرة كلمة ، وهي : «إن» ، وهي أمّ الباب ، ولذلك قدّمها «وإذما» وأنكر القوم الجزم بها ، وخصّوه بالضرورة ، وهما موضوعان لمجرّد تعلى ق الجواب بالشرط ، نحو : (وَإِنْ تَعُودُوا نَعُدْ) [الأنفال / ١٩] ، وإذا ما تقم أقم.
«ومن» وهي موضوعه للعاقل ، ثمّ ضمنّت معنى الشرط ، نحو : (مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ) [النساء / ١٢٣]. «وما» وهي موضوعة لغير العاقل ، ثمّ ضمّنت معنى الشرط ، نحو : (وَما تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللهُ) [البقرة / ١٩٧] ، «ومتى» وهي موضوعة للزمان ثمّ ضمّنت معنى الشرط ، نحو : [من الوافر] :
٧٢٢ ـ ... |
|
متي أضع العمامة تعرفوني (١) |
«وأيّ» وهي بحسب ما تضاف إليه ، فتكون للعاقل في نحو : أيّهم يقم أقم معه ، ولغيره في نحو : أيّ الدوابّ تركب أركب ، وللزمان ، نحو : أيّ يوم تصم أصم ، وللمكان ، نحو : أيّ مكان تجلس أجلس. «وأيّان» وهي كمتى ، نحو : قوله [من البسيط] :
٧٢٣ ـ أيّان نؤمنك تأمن غيرنا وإذا |
|
لم تدرك الأمن منّا لم تزل حذرا (٢) |
وأين وأنّى وحيثما ، وهي موضوعة للمكان ، ثمّ ضمّنت معنى الشرط ، نحو : (أَيْنَما تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ) [النساء / ٧٨] وقوله [من الطويل] :
٧٢٤ ـ خليلّي أنّي تأتياني تأتيا |
|
أخا غير ما يرضيكما لا يحاول (٣) |
وقوله [من الخفيف] :
٧٢٥ ـ حيثما تستقم يقدّر لك الله |
|
نجاحا في غابر الأزمان (٤) |
«ومهما» وهي بسيطة لا مركّبة من مه وما الشرطية خلافا للأخفش ، ولا من ما الشرطيّة وما الزائدة ، ثمّ أبدلت الها من الألف الأولى دفعا للتكرار خلافا للخليل ، و
__________________
(١) صدره «أنا ابن جلاو طلاع الثنايا» ، لسحيم بن وثيل الرياحي. اللغة : جلا : أصله فعل ماض ، فسمّي به كما سمّي بيزيد ويشكر ويقم ، فهو الآن علم ، وقيل : هو باق على فعليته. قال سيبويه : جلا فعل ماض ، كأنّه بمعنى جلا الأمور أي أوضحها وكشفها. لسان العرب ١ / ٦٤٧. طلّاع : مبالغة لطالع ، الثنايا : جمع ثنية ، وهي الطريق في الجبل.
(٢) لم ينسب إلى قائل معين. اللغة : نومك : نعطك الأمان. حذرا : خائفا.
(٣) لم يعين قائله.
(٤) البيت مجهول القائل. اللغة : تستقم : تعتدل ، وتأخذ في الطريق السوي ، الغابر : الباقي.