مفهوماتها إلا مضافة إلى متعلّقات مخصوصة ، لأنّه الغرض من وضعها لزم ذكرها لفهم هذه الخصوصيّات ، فاندفع ما يتوهّم من اختلال حدّ الاسم بها جمعا وحدّ الحرف منعا.
فقوله : كلمة شامل للكلمات الثلاث ، وما بعده مخرج للاسم والفعل ، وقوله : «ولا مقترن» قيد لتحقيق ماهيّة الحرف ، لا للاحتراز به عن شيء ، ولا يجب في القيد أن يكون للاحتراز ، بل قد يكون لتحقيق الماهيّة أو للإيضاح.
وقال ابن الخبّاز (١) : في شرح الدّرّة الألفية لابن معط (٢) : وأرى أنّه لا يحتاج في الحقيقة إلى حدّ الحرف ، لأنّه كلمة محصورة.
«ويعرف» أي يتميّز الحرف «بعدم قبول شيء من خواصّ أخويه» ، الاسم والفعل المذكورة أو غيرها ، وإنّما ميّزه بذلك مع أنّ الحدّ مغن عنه تسهيلا على المبتدئ وتفهيما له ، لأنّ حدّ الحرف ممّا أطال فيه المحقّقون الكلام ، واضطربت فيه آراء الأئمة الأعلام ، ونحن بحمد الله قد أتينا بلباب التحقيق ، فعليك بالتمسّك به ، فإنّه بذلك حقيق.
تنبيه : قال ابن الخباز في شرح الدرة ما معناه أنّ تمييز الحرف بعدم قبوله شيئا من خواصّ أخويه رديّ ، لأنّه حينئذ يتوقّف معرفة الحرف على معرفة تلك الخواصّ ، ومنها ما هو حرف فيلزم الدّور ، وأجيب بأنّ توقّف معرفة الحرف على تلك الخواص ، إنّما هو من حيث إنّها علامات ، وأمّا توقّفها عليه فمن حيث إنّها حرف فاختلف الجهة فلا دور.
تقسيم الاسم إلى اسم عين واسم معنى ومشتقّ :
ص : تقسيم : الاسم إن وضع لذات ، فاسم عين ، كزيد ، أو لحدث ، فإسم معنى ، كضرب. أو لمنسوب إليه حدث ، فمشتقّ ، كضارب.
أيضا : إن وضع لشيء بعينه فمعرفة كزيد والرجل وذا والّذي وهو والمضاف إلى أحدها معنى والمعرف بالنّداء وإلا فنكرة.
أيضا : ان وجد فيه علامة التانيث ، ولو تقديرا كنافة ونار فمؤنّث ، وإلّا فمذكّر ، والمؤنّث إن كان له فرج فحقيقيّ ، وإلّا فلفظيّ.
__________________
(١) أحمد بن الحسين بن الخباز النحويّ الضرير ، كان أستاذا بارعا في النحو واللغة. العروض ، له المصنّفات المفيدة ، منها : شرح ألفية ابن معط ، مات سنة ٦٣٧ ه ، المصدر السابق ١ / ٣٠٤.
(٢) يحيي بن معط المغربيّ النحويّ كان إماما مبرّزا في العربيّة ، شاعرا محسنا ، له : العقود والقوانين في النحو ، كتاب شرح الجمل في النحو و... ومات سنة ٦٢٨ ه ، المصدر السابق ، ٢ / ٣٤٤.