الواو ، فنحو : جاءني زيد وقد خرج أبوه أكثر ، ثمّ قد خرج أبوه ، ثمّ وخرج أبوه ، فإنّ عدم الضمير لزمت الواو وقد كقوله [من الطويل] :
٨٣٦ ـ فجئت وقد نضّت لنوم ثيابها |
|
لدي السّتر إلا لبسة المتفضّل (١) |
ولا يقال : جاءني زيد قد خرج عمرو ، ولا وخرج عمرو. وقال الرضيّ : وأجاز الأندلسيّ على ضعف دخول قد في الماضي المنفيّ بما ، نحو : ما قد ضربه أبوه ، وليس بوجه لعدم السماع والقياس ، أيضا لكون قد لتحقيق وقوع الفعل وما لنفيه.
الجملة الواقعة مفعولا
ص : الثالثة : الواقعة مفعولا بها : وتقع محكيّة بالقول ، نحو : (قالَ إِنِّي عَبْدُ اللهِ) ومفعولا ثانيا لباب ظنّ ، وثالثا لباب أعلم ، ومعلّقا عنها العامل ، نحو : (لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصى ،) وقد تنوب عن الفاعل ، ويختصّ ذلك بباب القول ، نحو : يقال زيد عالم.
ش : الجملة الثالثة من الجمل الّتي لها محل من الإعراب الجملة الواقعة مفعولا ، ومحلّها من الإعراب النصب ، إن لم تنب عن الفاعل كما سيأتي ، وتقع مفعولا في ثلاث صور :
أحدها : أن تكون محكيّة بالقول ، ومعنى حكاية الجملة بالقول أن تحكى ومعها القول ، لأنّ الجملة إذا حكي بها القول فقد حكيت هي نفسها مع مصاحبة القول ، قاله البدر بن مالك ، نحو قوله تعالى : (قالَ إِنِّي عَبْدُ اللهِ) [مريم / ٣٠] ، فجملة (إِنِّي عَبْدُ اللهِ) في محلّ نصب على المفعوليّة محكيّة ، يقال : والدليل على أنّها محكيّة (٢) : كسر أنّ بعد دخول قال.
وهل هي مفعول به أو مفعول مطلق نوعي كالقرفصاء في قعد القرفصاء ، إذ هي دالّة على نوع خاصّ من القول ، فيه مذهبان : الأوّل للجمهور ، والثاني اختيار ابن حاجب ، قال : والّذي غرّ الأكثرين أنّهم ظنّوا أنّ تعلّق الجملة بالقول كتعلّقها بعلم في علمت لزيد منطلق ، وليس كذلك ، لأنّ الجملة نفس القول ، والعلم غير المعلوم ، فافترقا ، انتهى.
__________________
(١) هو لامرئ القيس. اللغة : نضّت : خلعت ، اللبسة : حالة من حالات اللابس ، المتفضل : اللابس ثوبا واحدا ، إذا أراد الخفة في العمل.
(٢) سقطت «الدليل على أنّها محكيّة» في «ح».