وأفهم كلام ابن مالك في شرح التسهيل أنّ القسمية ليست من الاعتراضية ، وليس كذلك ، بل هي نوع منها. وفي الإرتشاف عن نصّ الفارسيّ في الإغفال أنّه لا يجوز الفصل بالاعتراضية بين الصلة والوصول ، وإن جاز بين المبتدإ والخبر ، وانفصل بالاعتراض بينهما بالقسمية بالوقف عليه من كلامهم أو بين أجزاء الصلة نحو : الّذي جوده والكرم زين مبذول.
«و» بين «القسم وجوابه» كقوله تعالى : (فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ* لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ) [ص / ٨٥ و ٨٤] ، والحقّ أقول اعتراض.
وبين الموصوف والصفه كقوله تعالى : (فَلا أُقْسِمُ بِمَواقِعِ النُّجُومِ* وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ* إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ) [الواقعة / ٧٧ و ٧٦ و ٧٥] ، فيها اعتراض بين الموصوف ، وهو قسم ، وصفته وهو عظيم ، بجملة لو تعلمون ، وبين أقسم بمواقع النجوم وجوابه إنّه لقرآن كريم بجملة وإنّه لقسم لو تعلمون عظيم.
تتمّة : وتقع أيضا بين الشرط وجوابه كقوله تعالى : (فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ) [البقرة / ٢٤] ، وبين المجرور وجارّه ، اسما كان ، نحو : هذا غلام والله زيد ، وحرفا ، نحو : اشتريته بوالله ألف درهم ، وبين الحرف ومدخوله ، نحو [من الرجز] :
٨٧٢ ـ ليت وهل ينفع شيئا ليت |
|
ليت شبابا بوع فاشتريت (١) |
وقوله [من الوافر] :
٨٧٣ ـ كأنّ وقد أتي حول جديد |
|
أثافيها حمامات مثول (٢) |
وقوله [من الوافر] :
٨٧٤ ـ وما أدري وسوف إخال أدري |
|
أقوم آل حصن أم نساء (٣) |
وقوله [من الطويل] :
٨٧٥ ـ أخالد قد والله أوطات عشوة |
|
... (٤) |
وقوله [من الطويل] :
٨٧٦ ـ فلا وأبي دهماء زالت عزيزة |
|
... (٥) |
__________________
(١) هو من أبيات لرؤبة بن العجاج.
(٢) هو لأبي الغول الطهوي. اللغة : الأثافي : جمع أثفبة وهي حجارة يوضع عليها القدر ، الحمامات : جمع حمام وهو طائر معروف ، المثول : اللاصق بالأرض.
(٣) هو لزهير بن أبي سلمى ، اللغة : إخال : أظنّ.
(٤) تمامه «وما قائل المعروف فينا يعنّف» ، وهو لأخي يزيد بن عبد الله البجلي ، اللغة : أوطات عشوة : جعلت تسير على غير هدي.
(٥) تمامه «على أهلها ما فتّل الزند قادح» ، هو لتميم بن مقبل. اللغة : دهماء : اسم امرأة ، الزند : العود الّذي يقدح به النار.