المحذوفه المفسّره مستأنفة ، فتكون المفسّرة لها كذلك وهي في نحو : (إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ) [القمر / ٤٩] ، ونحو : زيد الخبز يأكله ، بنصب الخبز في محلّ رفع ، لأنّ المحذوف في الآية خبر إنّ ، وفي المثال خبر المبتدإ ، وكلاهما في محلّ رفع ، وكذلك مفسّرهما ، ولهذا يظهر الرفع ، إذا قلت : زيد الخبز ياكله ، وقول الشاعر [من الطويل] :
٨٨١ ـ فمن نحن نؤمنه يبت وهو آمن |
|
... (١) |
فظهر الجزم ، قال ابن هشام : وكأنّ الجملة المفسّرة عنده عطف بيان أو بدل ، ولم يثبت الجمهور وقوع البيان والبدل جملة ، وجملة الاشتغال ليست من الجمل الّتي تسمّى في الاصطلاح مفسّرة ، وإن حصل بها تفسير ، انتهى. وفي الهمع وهذا الّذي قاله الشلوبين ، هو المختار عندي ، وعليه تكون الجملة عطف بيان أو بدلا.
تنبيه : المفسّرة ثلاثة أقسام : مجرّدة من حرف تفسير كالأية ، ومقرونة بأي كقوله [من الطويل] :
٨٨٢ ـ وترمينني بالطّرف أي أنت مذنب |
|
... (٢) |
ومقرونة بأن ، نحو : (فَأَوْحَيْنا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ) [المومنون / ٢٧] وقولك : كتبت إليه أن افعل ، إن لم تقدّر الباء قبل إن ، فإن قدّرتها كانت أن مصدريّة لا تفسيريّة.
صلة الموصول
ص : الرابعة صلة الموصول ، ويشترط كونها خبريّة معلومة للمخاطب ، مشتملة على ضمير مطابق للموصول.
ش : الجملة «الرابعة» من الجمل الّتي لا محلّ لها من الإعراب جملة «صلة الموصول» ، اسميّا كان أو حرفيّا.
فالأول نحو : جاء الّذي قام أبوه ، فجملة قام أبوه لا محلّ لها ، لأنّها صلة الموصول ، والموصول وحده له محلّ بحسب ما يقتضيه العامل بدليل ظهور الإعراب في نفس الموصول في نحو : ليقم أيّهم في الدار ، ولأكرمنّ أيّهم عندك ، وامرر بأيّهم هو أفضل ، وفي التتريل : (رَبَّنا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلَّانا) [فصلت / ٢٩] وقرئ (لَنَنْزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ) [مريم / ٦٩] بالنصب ، وروي [من المتقارب] :
__________________
(١) تمامه «ومن لا نجره يمس منّا مفزّعا» ، وهو لهشام المريّ. اللغة : يبت : مضارع مجزوم من البيتوتة ، نجره : من أجاره أي جعله في جواره ، المفزّع : اسم مفعول من فزّع بمعنى أخاف وروّع.
(٢) تمامه «وتقلينني لكنّ إيّاك لا أقلي» ، اللغة : الطرف : العين ، تقلينني : تبغضينني.