والعلم الجنسيّ مسمّاه ثلاثة أنواع أعيان لا تؤلف كالسّباع والحشرات ، نحو : أسامة وأمّ عريط للاسد والعقرب ، وأعيان تؤلف كهيان بن بيان للمجهول العين والنسب ، وأبي المضا للفرس ، وأمور معنويّة كسبحان للتسبيح ، ويسار للميسرة وبرّة للمبرّة وفجار للفجرة.
انقسام العلم إلى اسم ولقب وكنية : ثمّ العلم باعتبار ذاته شخصيّا كان أو جنسيّا ، إمّا اسم ، وهو الّذي لا يقصد به مدح ولا ذمّ ، كزيد وعمر ، أو لقب ، وهو يقصد به أحدهما كالمصطفي والمرتضى وتاج الدين في المدح ، وقفّة (١) وبطة وعائذ الكلب في الذّمّ ، أو كنية ، وهو ما صدر بأب وأمّ ، كأبي الحسن وأمّ كلثوم ، وأبي مضاء للفرس وأمّ عريط للعقرب. وزاد الرضيّ ، أو ابن أو بنت كابن آوي وبنت وردان (٢).
قال : والفرق بينها وبين اللقب معنى أنّ اللّقب يمدح الملقّب به أو يذمّ بمعنى ذلك اللفظ بخلاف الكنية ، فإنّه لا يعظّم المكني بمعناها ، بل بعدم التصريح بالاسم ، فإنّ بعض النفوس تأنف بأن تخاطب باسمها ، وردّه بعضهم بقول الشاعر [من الوافر] :
٣٣ ـ فصدت أبا المحاسن كي أراه |
|
بشوق كاد يجذبني إليه |
فلمّا أن رأيت رأيت فردا |
|
ولم أر من بنيه ابنا لديه (٣) |
قال : فلاحظ في الكنية ما دلّت عليه من المعنى الأصليّ ، وسلبه عن المكني به ، وأجيب بأنه لعلّ مراد الرضيّ أنّ الكنية من حيث إنّها كنية لا يعظّم المكنّي بها لا مطلقا ، وإفادتها للتعظيم فيما ذكر ليس من حيث إنّها كنية بل لخصوص المادة فلا اعتراض ، فليتأمّل.
وقال شعبان (٤) في ألفيته [من الرجز] :
٣٤ ـ بكينة عظّم وخيّر في اللقب |
|
وقيل في تبّت يدا أبي لهب |
تهكّم أو لاحمرار يعزى |
|
في وجهه أو لاسم عبد العزّى |
وقد يكنى الشخص بالأولاد الّذين له كأبي الحسن لأمير المؤمنين عليّ (ع) ، وقد يكنى في الصغر تفاؤلا ، لأن يعيش حتي يصير له ولد اسمه (٥) ذاك ، كابي القاسم.
__________________
(١) القفّة : الرجل الصغير الجثة.
(٢) بيت وردان : دويبة نحو الخنفساء حمراء اللون.
(٣) لم يسمّ قائلهما.
(٤) شعبان بن محمد بن داود ، المعروف بالآثاري ، أديب ، له شعر كثير ، فيه هجو ومجون ، له أكثر من ثلاثين كتابا في الأدب والنحو ، منها «لسان العرب في علوم الأدب» و «ألفية» في النحو و... مات منة ٨٢٨ ه. الأعلام للزركلي ، ٣ / ٢٤١.
(٥) سقط اسمه في «س».