ومن العجيب ما وقع هنا لبعض المعاصرين من طلبة العجم من فهمه ، أنّ المثال الأوّل في كلام المصنّف للتصوّر والثاني للتصديق على طريقة اللف والنشر المرتّب وشرح كلامه بالفارسيّة على ذلك ، وهو وهم فاحش ، فاحذره.
تنبيه : المستفهم عنه بالهمزة هو ما يليها كالفعل في أضربت زيدا؟ إذا كان الشكّ في نفس الفعل ، أعني الضرب الصادر من المخاطب الواقع على زيد ، وأردت بالاستفهام أن تعلم وجوده ، فيكون لطلب التصديق ، ويحتمل أن يكون لطلب تصوّر المسند بأن يعلم أنّه قد تعلّق فعل من المخاطب بزيد ، لكن لا تعرف أنّه ضرب أو إكرام ، وكالفاعل في أأنت ضربت؟ إذا كان الشكّ في الضارب ، وكالمفعول في أزيدا ضربت؟ إذا كان الشكّ في المضروب ، وكذا قياس سائر المتعلّقات ، قاله التفتازانيّ في مختصر المطوّل بخلاف هل لاختصاصها بطلب التصديق فقط نحو : هل قام زيد؟ وهل زيد قائم؟ وسيأتي الكلام عليه إن شاء الله. وبقية الأدوات مختصّة بطلب التصور ، نحو : من جاءك؟ وما صنعت؟ وكم مالك؟ وأين بيتك؟ ومتى سفرك؟ وكيف جئت؟
أن
ص : أن بالفتح والتّخفيف ، ترد اسميّة وحرفيّة : فالاسميّة : هي ضمير المخاطب ، كأنت ، وأنتما ، إذ ما بعدها حرف الخطاب اتّفاقا. والحرفيّة : ترد ناصبة للمضارع ، ومخفّفة من المثقّلة ، ومفسّرة ، وشرطها التوسّط بين جملتين ، أوّلهما بمعنى القول وعدم دخول جارّ عليها ، وزائدة ، وتقع غالبا بعد لمّا وبين القسم ولو.
ش : الثانية : «أن بالفتح والتخفيف» ، أي بفتح الهمزة وتخفيف النون ، ترد على وجهين «اسميّة وحرفيّة».
«فالاسميّة هي ضمير المخاطب كأنت وأنتما» أنتم وأنتنّ «إذا ما بعدها» وهو التاء «حرف خطاب اتّفاقا» ، يفتح في المذكّر ، ويكسر في المؤنّث ، ويوصل بميم في الجمع المذكّر ، وبميم وألف في المثنّى ، وبنون في جمع الإناث ، وتضمّ التاء في الثلاثة إجراء للميم مجرى الواو لقربهما مخرجا ، وليس نقل الاتّفاق على ذلك بصحيح ، بل هو مذهب الجمهور. وقال الفرّاء : إنّ أنت بكماله اسم ، والتاء من نفس الكلمة.
قال بعضهم : إنّ الضمير المرفوع هو التاء المتصرّفة كانت مرفوعة متّصلة ، فلمّا أرادوا انفصالها دعموها بمستقلّ لفظا ، كما هو مذهب بعض الكوفيّين وابن كيسان في إيّاك و