إذ
ص : إذ ، ترد ظرفا للماضي ، فتدخل على الجملتين ، وقد يضاف إليها اسم زمان ، نحو : حينئذ ويومئذ ، وللمفاجاة بعد «بينما» أو «بينا» ، وهل هي حينئذ حرف أو ظرف؟ خلاف.
ش : السادسة «إذ ، ترد ظرفا» للزمن «الماضي» ، ولا تقع للاستقبال عند الجمهور ، قال جماعة منهم ابن مالك : إنّها تخرج عن المعنى إلى الاستقبال ، واستدلّوا بقوله تعالى : (يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبارَها) [الزلزال / ٤] ، والجمهور يجعلون الآيه ونحوها من باب : (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ) [الكهف / ٩٩] ، أعني من تتريل المستقبل الواجب الوقوع مترلة ما وقع ، وقال ابن هشام : وقد يحتجّ لغيرهم بقوله تعالى : (فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ* إِذِ الْأَغْلالُ فِي أَعْناقِهِمْ) [غافر / ٧١ و ٧٠] ، فإنّ يعلمون مستقبل لفظا ومعنى لدخول حرف التنفيس عليه ، وقد عمل في إذ ، فيلزم أن يكون بمترلة إذا. قال الدمامينيّ : وفيه نظر ، إذ لا مانع من أن يتأوّل هذا بما تأوّل به الجمهور الآية السابقة ، فيقال : هذا من باب : (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ،) حرف التنفيس ليس بضادّ عن ذلك.
و «تدخل» إذ «على الجملتين» الاسميّة والفعلية لا معا ، بل على سبيل التناوب ، ودخولها على إحداهما واجب ، إذ لا تخلو عن الإضافة إلى الجملة لفظا أو تقديرا بتعويض التنوين عن الجملة المحذوفة كما مرّ.
وقد تخرج عن الظرفيّة ، فتقع اسما يضاف إليها اسم زمان ، وهو نوعان : غير صالح للاستغناء عنه ، نحو : (رَبَّنا لا تُزِغْ قُلُوبَنا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنا) [آل عمران / ٨] ، فالظرف هنا وهو بعد لا يصلح للاستغناء عنه ، فيحذف لعدم ما يدلّ عليه ، ولو ترك مع أنّه مقصود وصالح للاستغناء عنه «فيحذف لعدم ما يدلّ عليه ، ولو ترك مع أنّه مقصود وصالح للاستغناء عنه «نحو حينئذ ويومئذ» ، تقول : أكرمتني فأثنيت عليك حينئذ ويومئذ ، واليوم والحين صالحان للاستغناء عنهما ، إذ يجوز أن تقول : فأثنيت عليك إذ أكرمتني ، والمعنى بحاله ، والإضافة في مثل هذا التركيب ، قال ابن مالك : من إضافة الموكّد إلى التأكيد ، والظاهر أنّها من إضافة الأعمّ إلى الأخصّ كشجر أراك (١) ، وذلك لأنّ إذ مضاف إلى جملة محذوفه ، فإذا قلت : جاء زيد وأكرمته حينئذ ، فالمعنى حين إذ جاء.
والثاني مخصّص بالإضافة إلى المجيء ، والأوّل عار من ذلك ، فهو أعمّ منه ، فلا يكون مؤكّدا له ، نعم يكون مفسّرا له ومبيّنا للمراد به ، كما يبيّن الأعمّ بالأخصّ ، فالإضافة فيه بيانيّة ، أي وأكرمته حينا ، وهو حين مجيئه ، فتأمّله.
__________________
(١) الاراك : شجر المسواك.