إمّا
ص : إمّا بالكسر والتشديد ، حرف عطف على المشهور ، وترد للتفصيل ، نحو : (إِمَّا شاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً ،) وللإبهام والشّكّ وللتّخيير والاباحة ، وإمّا لازمة قبل المعطوف عليه بها ، ولا تنفكّ عن الواو غالبا.
ش : إمّا بالكسر والتشديد ، أي بكسر الهمزة وتشديد الميم وفتح همزتها لغة تميم وقيس وأسد ، وأنشد قطرب [من المتقارب] :
٩٥١ ـ سأحمل نفسي على آلة |
|
فإمّا عليها وإمّا لها (١) |
بالفتح ، وقد تبدل مى مها الأولى ياء مع كسرة الهمزة كقوله [من البسى ط] :
٩٥٢ ـ يا ليتما أمّنا شالت نعامتها |
|
إيما إلى جنّة وإيما إلى النار (٢) |
ومع فتحها كقول الآخر [من الطويل] :
٩٥٣ ـ تلقّحها أمّا شمال عريّة |
|
وأمّا صبا جنح العشيّ هبوب (٣) |
رواه الفرّاء بالياء وفتح الهمزة ، وهى مركّبة عند سيبويه من إن وما ، وقد تحذف ما كقوله [من الوافر] :
٩٥٤ ـ لقد كذبتك نفسك فأكذبنها |
|
فإن جزعا وإن إجمال صبر (٤) |
أي فإمّا جزعا وإمّا إجمال صبر. وقيل : هى بسيطه ، واختاره أبو حيان ، لأنّ الأصل البساطة لا التركيب ، ولا دليل في البيت لجواز كون إن فيه شرطيّة ، والجواب محذوف ، والتقدير : وإن كنت ذا جزع فلا جزع ، وإن كنت ذا إجمال صبر فاجمل.
وهي «حرف عطف على» القول «المشهور» ، والمراد إمّا الثانية في نحو قولك : جاءني إمّا زيد وإمّا عمرو ، وأنكر يونس والفارسيّ وابن كيسان كونها عاطفة ، ووافقهم ابن مالك لملازمتها الواو العاطفة غالبا ، ولا يدخل عاطف على عاطف ، قال : ولأنّ وقوعها بعد الواو مسبوغة بمثلها شبية بوقوع لا بعد الواو مسبوقة بمثلها في لا زيد ولا عمرو فيها ، ولا هذه غير عاطفة بإجماع ، فلتكن إمّا كذلك بل أولى.
وفى شرح المفصّل لابن الحاجب إنّ مجموع قولنا : وإمّا هو العاطف فى جاء إمّا زيد وإمّا عمرو ، قال : ولا يبعد أن يكون صورة الحرف مستقلّة حرفا في موضع وبعض حرف في موضع آخر كيا مع أيا ، وعلى هذا فلا يرد شيء ممّا احتجوا به ، فتأمّل.
__________________
(١) هو للخنساء. اللغة : الآلة : الحالة.
(٢) البيت للأحوص أو لسعد بن قرط. اللغة : شالت : ارتفعت ، النعامة : باطن القدم.
(٣) هو لأبي القمقام الأسدي. اللغة : الشمال : الريح الّتى تهب من ناحية القطب. عريّة : باردة ، الصبا : ريح معروفة.
(٤) هو لدريد بن الصمة.