وفيه نظر ، إذ لا يلزم من كون الكلمة مبنيّة كونها اسم فعل ، وقال ابن الحاجب : هي اسم فعل بمعنى برأ الله ، واللام زائدة في الفاعل كما في : (هَيْهاتَ هَيْهاتَ لِما تُوعَدُونَ) [المؤمن / ٣٦].
تنبيه : في حاشا التتريهية ثلاث لغات : حاشا بإثبات الألفين ، وحشا بحذف الأولى ، وحاش بحذف الثانية ، وهو الغالب. قال المراديّ : وزاد في التسهيل حاش باسكان الشين. وقد قرئ بالأربع في : (حاشَ لِلَّهِ ،) قرأ أبو عمرو : حاشا ، وقرأ باقي السبعة : (حاشَ لِلَّهِ ،) بحذفها ، وقرأ بعضهم : حاشا لله بحذف الأولى ، وقرأ الحسن : (حاشَ لِلَّهِ ،) وفيه جمع بين ساكنين على غير حدّه. وظاهر كلام ابن مالك في الألفية أن اللغات الثلاث في حاشا الاستثنائية (١) ، وقال غيره : إنّ حاشا لم يستثن بها.
حتّى
ص : حتّى : ترد عاطفة لجزء أقوى أو أضعف ، بمهلة ذهنيّة ، وتختصّ بالظاهر عند بعض. وحرف ابتداء فتدخل على الجمل ، وترد جارّة فتختصّ بالظاهر ، خلافا للمبرّد ، وقد ينتصب بعدها المضارع بأن مضمرة لا بها ، خلافا للكوفيّين.
ش : الرابعة عشرة «حتّى ترد» على ثلاث أوجه :
أحدها : أن تكون «عاطفة لجزء» من المعطوف عليه ، أو لما هو كجزئه ، فالأوّل نحو : أكلت السمكة حتّى رأسها ، والثانى نحو : أعجبتنى الجارية حتّى كلامها ، لأنّ كلامها ليس جزء منها ، لكن لمّا كانت محلّ له نزّلت مترلة الجزء ، فإن عطفت ما يوهم أنّه ليس بجزء أوّل به وجوبا كقوله [من الكامل] :
٩٦٨ ـ ألقى الصّحيفة كى يخفّف رحله |
|
والزّاد حتّى نعله ألقاها (٢) |
في رواية من نصب نعله بالعطف على الصحيفة والزاد على تأويل ألقى ما يثقّله حتّى نعله ، فنعله بعض ما يثقّله.
قال ابن هشام : والذى يضبط ذلك أنّها تدخل حيث ى صحّ دخول الاستثناء ، ويمتنع ، ولهذا لا يصحّ : ضربت الرجلين إلا أفضلهما ، انتهى. قيل : يرد عليه الاستثناء من أسماء العدد.
__________________
(١) يقول ابن مالك :
وكخلا حاشا ولا تصحب ما |
|
وقيل حاش وحشا فاحفظهما |
(شرح ابن عقيل ١ / ٦٢١)
(٢) هو للمتلمّس أو لأبى مروان النحوىّ. اللغة : ألقى : طرح ، الزاد : طعام المسافر.