٩٧٤ ـ حتّى يكون عزيزا من نفوسهم |
|
أو أن يبين جميعا وهو مختار (١) |
وفيه دليل لقولهم : إنّ أن مضمرة بعدها.
تنبيه : قد يكون الموضوع صالحا لأقسام حتّى كقولك : أكلت السمكة حتّى رأسها ، فلك أن تنصب رأسها على أنّ حتّى عاطفة ، وأن ترفعه على أنّ حتّى ابتدائيّة ، وأن تجرّها على أنّها جارّة : وقد روى بالأوجه الثلاثه قوله [من البسيط] :
٩٧٥ ـ عممتهم بالندّى حتّى غواتهم |
|
فكنت مالك ذي غيّ وذي رشد (٢) |
وقوله [من الكامل] :
٩٧٦ ـ ... |
|
... حتّى نعله ألقاها (٣) |
إلا أنّ بينها فرقا من وجهين : أحدهما أنّ الرفع في البيت شاذّ ، لكون الخبر غير مذكور ، ففي الرفع تهيئة العامل للعمل وقطعه عنه ، هذا قول البصريّين ، وأوجبوا إذا قلت : حتّى رأسها بالرفع أن تقول مأكول. والثاني أنّ النصب في البيت الثاني من وجهين : أحدهما : العطف ، والثاني : إضمار العامل على شريطة التفسير ، وفي البيت الأوّل من وجه واحد ، قاله فى المغني.
الفاء
ص : الفاء : ترد رابطة للجواب الممتنع جعله شرطا ، وحصر في ستّة مواضع ، ولربط شبه الجواب ، نحو : الّذي يأتيني فله درهم ، وعاطفة فتفيد التعقيب والترتيب بنوعيه ، فالحقيقيّ ، نحو : قام زيد فعمرو. والذكريّ : نحو : (وَنادى نُوحٌ رَبَّهُ فَقالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي) وقد تفيد ترتّب لاحقها على سابقها ، فتسمّى : فاء السّببيّة ، نحو : (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً ،) وقد تختصّ حينئذ باسم النتيجة والتّفريع ، وقد تنبئ عن محذوف ، فتسمّى فصيحة عند بعض ، نحو : (اضْرِبْ بِعَصاكَ الْحَجَرَ فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتا عَشْرَةَ عَيْناً.)
ش : الخامسة عشرة الفاء ، وهى حرف مهمل خلافا للكسائيّ في قوله : إنّها ناصبة في نحو : ما تأتينا فتحدّثنا ، والمبرّد فى قوله : إنّها خافضة فى نحو [من الطويل] :
٩٧٧ ـ فمثلك حبلى قد طرقت ومرضع |
|
... (٤) |
__________________
(١) نسب البيت ليزيد بن خمار ، ولعدي بن يزيد. اللغة : يبين : يبعد وينفصل.
(٢) لم يسمّ قائله. اللغة : عمّ : شمل. والندى : الجود ، الغواة : جمع غاو ، وهو الضالّ.
(٣) تقدم برقم ٩٦٨.
(٤) نسب البيت ليزيد بن خمار ، ولعدي بن يزيد. اللغة : يبين : يبعد وينفصل.