قد
ص : قد ترد اسما بمعنى حسب أو يكفي نحو : قدني وقدي درهم ، وحرف تقليل مع المضارع ، وتحقيق مع الماضي غالبا ، قيل : وقد تقرّبه من الحال ، ومن ثمّ التزمت في الحالية المصدّرة به ، وفيه بحث مشهور.
ش : السادسة عشرة «قد ، ترد» على وجهين اسميّة وحرفيّة ، فالاسميّة على وجهين :
أحدهما : أن تكون «اسما بمعنى حسب» ، وتستعمل على وجهين : مبنيّة ، وهو الغالب لشبهها بقد الحرفيّة لفظا ، ولكثير من الحروف وضعا ، ويقال في هذه : قد زيد درهم بالسكون ، وقدني بالنون للمحافظة على بقاء البناء على أصله الّذي هو السكون خشية أن تزول عنه إلى الحركة. قال ابن أمّ قاسم : وقد لا تلحقها النون حينئذ ، فيقال : قدى. ومعربة : وهو قليل ، يقال : قد زيد درهم بالرفع ، كما يقال : حسبه درهم ، وقدي [درهم] ، بغير نون كما يقال : حسبي.
لم يثبت البصريّون إعرابها ، وإنّما هو مذهب كوفيّ ، قيل : وهو مشكل ، لأنّ الشبه الوضعيّ موجود ، وهو كاف في تحتّم البناء ، فما وجه الإعراب؟ فإن قيل : وجهه ملازمتها للإضافة ، ردّ بأنّه لو صحّ دافعا للبناء لم يبن في قد زيد درهم بالسكون ، وهي حالتها الغالبة.
استعمال حسب في العربيّة
تنبيهات : الأوّل : لحسب في العربيّة استعمالان.
أحدهما : أن تكون بمعنى كاف ، فستعمل استعمال الصفات ، فتكون نعتا للنكرة ، كمررت برجل حسبك من رجل ، أى كاف لك عن غيره ، وحالا لمعرفة كهذا عبد الله حسبك من رجل ، واستعمال الأسماء الجامدة ، فترفع على الابتداء ، نحو : (حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ) [المجادلة / ٨] ، وتنصب اسما ل إنّ ، نحو : فإنّ حسبك الله ، وتجرّ بالحرف ، نحو : بحسبك درهم ، وهذا يردّ على من زعم أنّه اسم فعل ، لأنّ العوامل اللفظيّة لا تدخل على أسماء الأفعال باتّفاق.
والثاني : أن تكون بمعنى لا غير في المعنى ، فتستمعل مفردة ، وهذه هي حسب المتقدّمة ، ولكنّها عند قطعها عن الإضافه تجدّد لها إشرابها هذا المعنى وملازمتها للوصفيّة أو الحاليّة أو الابتداء ، وبناؤها على الضمّ ، تقول في الوصفيّة : رأيت رجلا حسب ، وفي الحاليّة : رأيت زيدا حسب (١) ، قال الجوهريّ : كأنّك قلت : حسبى أو
__________________
(١) سقطت رأيت زيدا حسب في «ح».