لولا
ص : لولا : حرف ترد لربط امتناع جوابه لوجود شرطه ، وتختصّ بالاسميّة ، ويغلب معها حذف الخبر إن كان كونا مطلقا ، وللتوبيخ ، ويختصّ بالماضي ، وللتحضيض والعرض ، فيختصّ بالمضارع ، ولو تأويلا.
ش : الحادية والعشرون «لولا ، حرف» بسيط لا مركّب ، كما اختاره القواس (١) في شرح الكافية ، قال : لأنّ الأصل عدم التركيب ، وقيل : مركّب من لو ولا. «ترد» على ثلاثة أوجه :
أحدها : أن يكون «لربط امتناع جوابه لوجود شرطه ، وتختصّ» بالدخول على الجملة «الاسميّة» على الصحيح ، كما سيأتي ، نحو : لولا زيد لأكرمتك ، أي لو لا زيد موجود ، فأفادت لو لا ربط امتناع الإكرام الّذي هو الجواب بوجود زيد الّذي هو الشرط. وأمّا قوله (ص) : لولا أن أشقّ على أمّتي لأمرتهم بالسواك عند كلّ صلاة (٢). فالتقدير لو لا مخافة أن أشقّ على أمّتي لأمرتهم أمر إيجاب ، وإلا لانعكس المعنى ، إذ الممتنع المشقّة ، والموجود الأمر ، كذا قال غير واحد.
قال بعضهم : ولك أن تقول : لولا على معناها ، والممتنع هو الوجوب الّذي يطلق عليه الأمر الموجود الندب ، وهو لا يطلق على الأمر حقيقة على الراجح عند أهل الأصول ، انتهى.
فإن قلت : وما تصنع في قوله تعالى : (وَلَوْ لا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّتْ طائِفَةٌ مِنْهُمْ أَنْ يُضِلُّوكَ) [النساء / ١١٣] ، فإنّه وجد الهمّ منهم؟ قلت : أجيب بأنّ المعنى ولو لا فضل الله عليك ورحمته لأضلّوك ، إذ همّوا ، وأنت غير مطّلع على حقيقة الحال. قال البيضاويّ (٣) : ليس القصد في جواب لو لا هنا إلى نفي همّهم ، بل إلى نفي تأثيره فيه (ص).
وليس المرفوع بعد لو لا فاعلا بفعل محذوف خلافا للكسائيّ ، ولا بلو لنيابتها عنه خلافا لجماعة من المتقدّمين ولا بها أصالة خلافا للفرّاء ، بل هو مبتدأ مرفوع بالابتدا وفاقا لسيبويه والجمهور.
«ويغلب معها» أى لولا «حذف الخبر إن كان كونا مطلقا» ، هكذا وقع في غير نسخة هذا المتن ، والصواب ، ويجب معها ، إذ لا خلاف في وجوب حذفه معها في هذه
__________________
(١) لم أجد ترجمة حياته.
(٢) نهج الفصاحة ، حديث رقم ٢٣٥٧.
(٣) عبد الله بن عمر الشيرازىّ ناصر الدين البيضاويّ ، قاض ، مفسّر ، علّامة ، من تصانيفه «أنوار التتريل وأسرار التأويل» و «لب اللباب في علم الإعراب» مات سنة ٦٨٥ ه. الأعلام للزركلي ، ٤ / ٢٨٤.