الثالث : أن تكون «جازمة» للفعل «المضارع» ، كما تقدّم في الجوازم. «ويفترقان في خمسة أمور» :
أحدها : أنّ لّما لا تقترن بأداة الشرط ، لا يقال : إن لّما تقم ، ولم تقترن به نحو : (وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ) [المائدة / ٦٧].
الثانى : أنّ منفي لّما يتّصل بالحال كقوله [من الطويل] :
١٠٣٥ ـ فإن كنت مأكولا فكن خير آكل |
|
وإلا فأدركني ولّما أمزّق (١) |
ومنفىّ لم يحتمل الاتّصال والانقطاع كما مرّ ، ولامتداد النفي بعد لّما لم يجز اقترانها بحرف التعقيب بخلاف لم ، تقول : قمت فلم تقم ، لأنّ معناه وما قمت عقيب قيامى ، ولا يجوز قمت فلمّا تقم ، بأنّ معناه : وما قمت إلى الآن.
الثالث : أنّ منفيّ لّما لا يكون إلا قريبا من الحال ، ولا يشترط ذلك في منفيّ لم ، تقول : لم يكن زيد في العام الماضي مقيما ، ولا يجوز لّما يكن.
الرابع : أنّ منفيّ لّما متوقّع ثبوته غالبا ، ألا ترى أنّ معنا : (بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا عَذابِ) [ص / ٨] ، أنّهم لم يذوقوه إلى الآن ، وأنّ ذوقهم له متوقّع بخلاف منفيّ لم كما تقدّم.
الخامس : أنّ منفيّ لّما جائز الحذف لدليل ، كقوله [من الوافر] :
١٠٣٦ ـ فجئت قبورهم بدء ولمّا |
|
ونادت القبور فلم يجبنه (٢) |
أى ولمّا أكن بدأ قبل ذلك أى سيّدا ، ولا يجوز حذف منفيّ لم إلا في الضرورة ، كما مرّ. قال ابن هشام : علّة هذه الأحكام كلّها أنّ لم لنفي فعل ، ولّما لنفي قد فعل.
ما
ص : ما ترد اسميّة وحرفيّة ، فالاسميّة ترد موصولة ونكرة موصوفة ، نحو : مررت بما معجب لك وصفة لنكرة ، نحو : لأمر ما جدع قصير أنفه ، وشرطيّة زمانيّة وغير زمانيّة واستفهاميّة ، والحرفيّة ترد مشبّهة بليس ، ومصدريّة زمانيّة وغير زمانيّة ، وصلة وكافّة.
ش : الثالثة والعشرون «ما ترد» على وجهين : «اسميّة وحرفيّة ، فالاسميّة ترد» على خمسة أوجه :
أحدها : أن تكون «موصولة» ، وقد مرّت مشروحة في باب الموصولات.
__________________
(١) هو للممزّق العبديّ.
(٢) لم يذكر قائله. اللغة : البدء : السيد والشاب العاقل ، والهاء في يجبنه للسكت.