١٠٦٩ ـ أعلاقة أمّ الوليّد بعد ما |
|
أفنان رأسك كالثّغام المخلس (١) |
وقيل : ما مصدريّة ، وهو الظاهر ، لأنّ فيه إبقاء «بعد» على أصلها من الإضافة ، ولأنّها لو لم تكن مضافة لنوّنت ، انتهى. وما استظهره مبنيّ على القول بجواز كون صلة ما جملة اسميّة ، وهو الصحيح ، كما تقدّم ، والجمهور على خلافه.
والثاني بين ، كقوله [من الخفيف] :
١٠٧٠ ـ بينما نحن بالأراك معا |
|
إذ أتى راكب على جمله (٢) |
وقيل : في ما هذه غير ذلك كما مرّ.
الثالث والرابع : حيث وإذ ، ويضمنان حينئذ معنى إن الشرطيّة ، فيجزمان فعلين كما مرّ في حديقة الأفعال.
هل
ص : هل حرف استفهام ، وتفترق عن الهمزة بطلب التصديق وحده ، وعدم الدخول على العاطف والشرط ، واسم بعده فعل ، والاختصاص بالإيجاب ، فلا يقال : هل لم يقم؟ بخلاف الهمزة ، نحو : (أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ.)
ش : الرابعة والعشرون «هل» ، ويقال فيها : أل بإبدال هائها همزة ، وهي «حرف استفهام» موضوع لطلب التصديق ، وقيّده ابن هشام في المغني بالإيجابيّ ، قال : فلا يكون للتصوّر ولا للتصديق السلبيّ ، وتبعه على ذلك التقيّ السبكيّ في جمع الجوامع ، وهو كما قال الجلال المحليّ (٣) سهو ، سرى إليه من أنّ هل لا تدخل على النفى ، فلا يقال : هل لم يقم : والصواب أنّها لطلب التصديق مطلقا ، أي لطلب الحكم ، أهو نفي أو إثبات ، كما قال أهل البيان يقال في جواب هل قام زيد نعم أو لا.
«وتفترق» هل «عن الهمزة» بعشرة أوجه :
أحدها : اختصاصها «بطلب التصديق وحده» دون التصوّر ، والهمزة يطلب بها التصديق والتصوّر معا ، كما مرّ.
__________________
(١) هو للمرار الأسدى. اللغة : أمّ الوليد : كنية صاحبة الشاعر : الأفنان : جمع فنن وهو غصن وأراد به هنا غصن الشعر ، الثغام : شجرة بيضاء الثمر والزهر ، تنبت في قنّة الجبل ، واذا يبست اشتد بياضها ، المخلس : اسم الفاعل من أخلس الكلأ ، اذا اختلط رطبه بيابسه.
(٢) هو لجميل بثينة. اللغة : الأراك : اسم موضع ، الجمل : البعير.
(٣) محمد بن أحمد المحليّ الشافعيّ ، أصوليّ ، مفسّر عرّفه ابن العماد بتفتازانيّ العرب ، من كتبه : تفسير الجلالين وكتر الراغبين ، مات سنة ٨٦٤ ه. الأعلام للرزكلي ، ٦ / ٢٣٠.