فلا يحتاج إلى قوله : (أو شبه) وإن قصد الاصطلاحي في كـ (ضرب) و (قام) لم يخرج مفعول ما لم يسم فاعله ، بقوله : (على جهة قيامه به) لا نه غير قائم بالفاعل ، لأن قولك (ضرب زيد) ، اللفظ للمتكلم دون زيد ولكن قد أسند إلى (زيد) والجواب : أن مراد الشيخ مدلول الفعل الاصطلاحي والضمير في (قيامه) يعود إلى ذلك المدلول ، ذكره ركن الدين (١).
قوله : (مثل قام زيد) هذا مثال إسناد الفعل ، وقوله : (زيد قائم أبوه) هذا مثال إسناد شبهه.
قوله : (والأصل أن يلي فعله) معناه أن مرتبة الفاعل بعد فعله بلا فصل ، لأنه أحد جزئي الجملة ، قدم عليه الفعل ، لئلا يلتبس بالمبتدأ ، أو لأنه كالجزء منه ، ودليل ذلك تسكين آخر الفعل له نحو : (٢) (ضربت) ، وتأنيثه مع أن الأفعال مذكرة ، وإعراب الفعل بعد الفاعل في (يضربون) وأخواته ، والإعراب إنما يكون على الآخر إن كان بالحركة ، وعقيب الآخر إن كان بالحرف ، والنسبة إليه ، نحو (كنتي) ، والنسبة إلى المركبات ، إنما هي في الأول فقط.
قوله : (فلذلك جاز «ضرب غلامه زيد») يعني لما كان أصله أن يلي فعله ، جاز أن يقال هذا المثال ، وإن كان ظاهره عود الضمير إلى غير مذكور ، لما كان رتبته التقديم ، وإن تأخر لفظا.
قوله : وامتنع (ضرب غلامه زيدا) لما كان الفاعل في رتبته لفظا ومعنى والضمير المتصل به عائد على زيد وهو متأخر لفظا ورتبة ولا بد
__________________
(١) ينظر الوافية في شرح الكافية ٤٤.
(٢) ينظر شرح المفصل لابن يعيش ١ / ٧٥.